سياحة قبطية تاريخ تأسيس كنيسة مارمينا بفم الخليج - Abahoor

سياحة قبطية تاريخ تأسيس كنيسة مارمينا بفم الخليج


سياحة قبطية

تاريخ تأسيس 

كنيسة 

مارمينا بفم الخليج
تعتبر كنيسة مارمينا التابعة لدير القديس ذاته هى أحد أقدم الأديرة القبطية العريقة والتي ترجع إلى أواخر القرن الخامس الميلادي وعندما ذاع أنباء عن هذا الدير بدأت الآلاف من شعب الكنيسة القبطية الارثوذكسية بقصده من أجل نوال البركة لما يحمله من خصوصية كبيرة حيث شهد قدوم العديد من القديسين و الآباء والرهبان الغظماء في التريخ القبطي.
بنيت عدة كنائس بإسم القديس مارمينا تيمنًا بهدا الدير وقد ذكرت كنسية القديس مارمينا بفم الخليج لأول مره بكتاب السنكسار في حادث استشهاد "برشنوفيوس" بتاريخ 13 كيهك ةالذي أوضح بعض المعلومات التريخية بشأن هذه الكنيسة حيث ذكرت فى السنسكار أنها كانت كنيسة نائية يقصدها للصوص و يذكر أن أكابر الاقباط اشتكوا من عدم الأمان بالمنطقة أثناء ذهابهم وعودتهم إلى الكنيسة فقام الوالي بتأديب عصابات اللصوص في هذه المنطقة وسمح للأقباط بتجديد الكنيسة. حين علم الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك أمر بتأديب اللصوص و سمح للأقباط آنذاك بتجديد الكنيسة و حمايتهم.
تحمل هذه الكنيسة اسم القديس القديس مار مينا العجائبي الشهيد وهو من مواليد قريبة نيهيص بمدينة ممفيس ولد عام 285م وكان من أسره مسيحية مؤمنة و اشتهر بالإيمان و المعجزات العظيمة لذا  سميت العديد من الكنائس بهذا القديس العظيم،
 لم تحمل الكنيسة اسمه فحسب بل إضيف عليها الاقباط الأوائل "فم الخليج"
لماذا التسمية؟
 نسبةً لترعة كانت تمتد من نهر النيل عند هذه المنطقة وهى كانت تمتد الى فرع دمياط حاليًا وتخنرق وادي طميلات شرقاً إلى البحيرات المرة ليخترقها حتى طرف البحر الأحمر قرب السويس وكانت تسمى الخليج، وقد حفرت أولاً أواخر عهد الدولة الوسطى عام 1800 قبل الميلاد كوسيلة تربط بين البحرين الأبيض والأحمر.
ثم بدأت هذه المنطقة تشهد إهمالًا كبيرًا حتى تولى عمر بن العاص الخلافة وقام بتنظيم العمل من أجل الاهتمام واستخدم هذا المكان في نقل السفن المُحملة إلى الحجاز واستمر الحال حتى عهد الخليفة العباسي المنصور الذي قام بردم الترعة، ولم يتبق منها الا جزءً صغيرًا داخل القاهرة حتى تم  ردمها الكامل في عهد الخديوي عباس  وأصبحت تعرف بمنطة الخليج المصري إلى أن تغيير الاسم بعد العدوان الثلاثي إلى شارع بورسعيد.

كنائس الدير:
يشتمل الدير على خمس كنائس تضم 11 مذبحاً ويحتوى على مائة وعشرين أيقونة
والكنائس هي: كنيسة مار مينا وهى الكبرى في الدير
 وكنيسة مار بنهام وكانت مخصصة للسريان طيلة القرون من 13 إلى 19 ميلادية
وكنيسة مار جرجس وبها مذبح الميلاد
وكنيسة الشهيد مار يحنس السنهوتي ومذبح الشهيد مرقريوس أبو سيفين،
لماذا دعا دير ما رمينا وليس كنيسة مار مينا؟
- المنطقة التي تحيط بالكنيسة منذ تأسيسها وحتى وقت قريب كانت أرضاً زراعية.
- الكنيسة كانت تقع في ظاهر القاهرة أي خارج أسوار القاهرة مما جعلها غير محاطة بزحام الأسواق أو السكان على مدى عصور طويلة فكانت مناسبة لسكن الرهبان.
- أول تجديد ذكر عن الكنيسة بين عامي 724 و730 ميلادية ورد فيه أن مكان البيعة يجاور مساكن متفرقة يسكن فيها عدد من الرهبان.
- توجد مخطوطة قام بنسخة الراهب غبريال المقيم بدير مار مينا بفم الخليج في الفترة 1551 -1553 في القرن السادس عشر تذكر أنه دير.
- يبدو أنه كان شائع سكن الرهبان بمصر القديمة
- استمرار إقامة الرهبان في الدير حتى وقت قريب وفى عام 1857ميلادية نجد دليلاً على وجود راهب سرياني مقيم بالدير وتذكر الكتب أن إقامة الرهبان توقفت لفترة بعد خروج السريان نهائي من فم الخليج



تدمير الدير
تعرض الدير إلى الهدم والتدمير عدة مرات من أعداء المسيح
+ أول مرة تعرض الدير فيها للتخريب كان أيام الصراع الدائري بين الروم والفرس (618-627م) حيث تعرضت الأديرة والكنائس إلى التخريب وتهدمت معظمها وقتل آلاف الأقباط وذاقوا العذاب أشكالاً ونجا من هذه المجزرة عدد قليل من الكنائس ليس من بينها دير مار مينا بفم الخليج حيث أصابه ما لحق بباقي الكنائس.
+ ويذكرأن الوالي على بن سليمان العباسي (785) كان متشدداً وأمر بهدم الكنائس ومنهم كنيسة أبي مينا بفم الخليج الامر الذي دفع البابا يوأنس الرابع يذهب إلى الفسطاط ويقف باكياً حين رأى عدد الكنائس المتهدمة.
+ كما ان الكنيسة تعرضت إلى التخريب في أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي حيث مر الأقباط بتسع سنوات حالكة هدمت فيها الكنائس والزم الأقباط بلبس ثياب مميزة الألوان وشد الزنار لكن الغريب أن هذا الوالي أمر فيما بعد بتجديد الكنائس مرة أخرى وإعادة بناء الكنائس المتهدمة.
+ وتعرضت الدير مرة أخرى للتدمير في حريق الفسطاط حيث امر شاور وزير الخليفة العاضد في 1168م بإحراق الفسطاط ذلك بسبب اقتراب الصلبيين من القاهرة
+ وتم تجديد عمارة الكنيسة بعد خرابها الشامل عام 1180، ويذكر المقريزي أن ايام الناصر بن قلاوون أنه اثناء صلاه الجمعة توجه عدداً من الغوغاء إلى كنيسة مار مينا بالحمراء وتسلق الرعاع الكنيسة ونهبوها وهدموها وأخذوا منها مالاً كثيراً ثم بعد ذلك أضرموا النار في بيوت النصارى التي بجوار الكنيسة وتمت عمارة الدير في القرن السابع عشر في عهد البابا يوأنس السادس عشر.
تسجيل الدير كأثر:
قام العالم الإنجليزي الفرد بتلر عام 1882 بزيارة مصر وكتب عن الآثار القبطية، وطالب بالاهتمام بها وفى عام 1884 كتب عن دير مار مينا ووصف الدير وصفاً دقيقاً، وخلال عام 1881 تأسست لجنة حفظ الآثار العربية لصيانة الآثار الاسلامية والقبطية وقدم ماكس هرتس كبير مهندسي اللجنة تقريراً يؤكد أهمية دير مار مينا بفم الخليج، وبالفعل قامت لجنة يرسها هيرتز بيه في عام 1898 بمعاينة الكنيسة، وتم تسجيلها ضمن الآثار المراد  حفظها، وهى الآن تحمل رقم "576 آثار"، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مطلوب الحصول على موافقة هيئة الآثار المختصة قبل القيام بأية تعديل أو ترميم في الدير، وبالفعل اهتمت لجنة حفظ الآثار العربية بعمل بعض الترميمات في الكنيسة في فترات متتالية بداية من النصف الأول من القرن العشرين وعلى سبيل المثال في عام 1913 طلب القمص مينا يعقوب رئيس دير مار مينا من مدير مصلحة الآثار العربية إزالة الحاجز الذي يفصل بين الخورس الداخلي - مكان المرتلين- والخورس الخارجي ذلك لتمكين المصلين من التقدم إلى الهيكل، وفى العام التالي 1914 ميلادية نجد في ملف الآثار مقايضة تتضمن فك بياض وهدم لجدران بير السلم الموصل إلى الكنيسة العلوية وترميم جزء من السقف وترميمات أخرى.