دراسات عهد قديم // سفر يونان جــ5 - Abahoor

دراسات عهد قديم // سفر يونان جــ5


صلاة يونان


فى جوف الحوت وجد يونان خلوة روحية هادئة‏, ‏ففكر في حاله‏. ‏إنه في وضع لا هو حياة‏, ‏ولا هو موت‏. 
   ‏وعليه أن يتفاهم مع الله‏, ‏فبدأ يصلي‏. ‏إنه لا يريد أن يعترف بخطيئته ويعتذر عنها‏, ‏وفي نفس الوقت لا يريد أن
يبقي في هذا الوضع‏. ‏فاتخذ موقف العتاب‏, ‏وقال‏: ‏”دعوت من ضيقي الرب‏, ‏فاستجابني‏ ‏لأنك طرحتني في 
        العمق طردت من أمام عينيك‏“ (يون 2: 6)                                                                                
ا         الواضح أن الله لم يضع يونان في الضيق‏, ‏ولم يطرحه في العمق‏, ‏ولم يطرده ولكن خطيئة يونان هي            
السبب‏ هو الذي أوقع نفسه في الضيقة‏, ‏ثم شكا منها‏, ‏ونسب تعبه إلي الله‏  ‏ولكن النقطة البيضاء، هي
   أنه رجع إلي إيمانه في بطن الحوت‏. ‏فآمن أن صلاته ستستجاب‏, ‏وقال للرب‏: ”‏أعود أنظر هيكل قدسك“‏.
   لقد ‏آمن أنه حتي لو كان في جوف الحوت‏ ‏فلابد سيخرج منه ويري هيكل الرب أتت هذه القضية الكبرى
  بمفعولها‏. ‏ونجح الحوت في مهمته‏. ‏والظاهر أن يونان نذر نذراً بأنه إن خرج من جوف الحوت‏, ‏سيذهب 
     نينوى لأنه قال للرب وهو في جوف الحوت ”أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك‏, ‏وأوفي بما نذرته“ (يون 2: 9).
 ‏أي نذر تراه غير هذا؟                                                                                      
             ”قم اذهب إلى نينوى“                                                                                                            ل            
         لما قذف الحوت يونان إلي البر‏, صدر إليه أمر الرب ثانية‏ ”قم اذهب إلى نينوى“ (يون 3: 1-2), فنفذ نذره‏,
            ‏وذهب
اللـه يبكت يونان:                                   
         
عاتب يونان الله‏, ‏وبرر ذاته‏, ‏وظن أن الحق في جانبه‏. ‏فصلي إلي الله وقال‏: ”آه يا رب أليس هذا كلامي
  إذ كنت بعد في أرضي؟ لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش لأني علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطيء 
الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر“ (يون 4: 4 )  اغتاظ يونان من أجل محبة اللـه ورحمته وقبوله
توبة أهل نينوى ونسى (أو تناسى) أنها نفس المحبة التى قبلت توبته عندما كان فى بطن الحوت. ولذلك
            قال أحد الآباء ”إذا وجدت أن اللـه يطيل أناته على من أساء إليك لا تحزن بل تذكر أن اللـه أطال أناته عليك              
 خرج يونان وجلس شرقي المدينة ليري ماذا يحدث فيها‏. ‏كما لو كان ينتظر أن يعود الله فيهلك الشعب كله 
        
إرضاء لكرامتة ؟‏! ولكن الله للمرة الثانية يستخدم خليقته الغير عاقلة من جماد وحيوانات 
 (اليقطينة، الدودة، الرياح، والشمس) ليبكت الإنسان. فجعل يقطينة ترتفع فوق يونان لتكون ظلاً على رأسه وفى
الصباح أرسل دودة فضربت اليقطينة فيبست ثم أرسل ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على رأس يونان
 فذبل. وعندما يتذمر يونان يبكته الله قائلاً: ”أنت شفقت على اليقطينة  أفلا أشفق أنا على اثنتي عشرة ربوة
 من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم !“ (يون 4: 10-11 )