سفريونان جــ 2
وهكذا استخدم الله خليقته الغير عاقلة من جماد
وحيوانات ( الموج, الرياح, البحر والحوت ) ليبكت خليقته العاقلة (الإنسان)
أمر الله الرياح, فهاج البحر, وهاجت أمواجه,
وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب. وتصرف ركاب السفينة
بحكمة وحرص شديدين وبذلوا
كل جهدهم, صلوا كل واحد إلي إلهه وطرحوا الأمتعة التي في السفينة إلى
البحر ليخففوا
عنهم. الوحيد الذي لم يذكر الكتاب أنه صلي كباقي البحارة, كان يونان. وحتى بعد
أن نبهه أو
وبخه رئيس النوتية, لم يلجأ إلي الصلاة. كأن عناده أكبر من الخطر المحيط
به . وعندما ألقوا قرعا ليعرفوا
بسبب من كان .
تلك البلية, أصابت القرعة يونان
”خائف من الرب إله
السماء الذي صنع البحر والبر“ (يون 1: 9)
اعترف يونان أنه خائف من الرب إله السماء الذي
صنع البحر والبر!! إذا فهو يؤمن بسلطان اللـه على
الخليقة كله ولكن كبريائه كانت ما
تزال تسيطر عليه كان يونان يدرك الحق, ومع
ذلك تمسك بالمخالفة,
من أجل الكرامة التي دفعته إليها الكبرياء, فتحولت إلي عناد. قالوا
له ماذا نصنع بك ليسكن البحر.عنا؟ .
.
فأجابهم: خذوني واطرحوني في البحر
علي الرغم من كل هذه الإنذارات والضربات الإلهية,
لم يرجع يونان. لم يقل أخطأت يارب في هروبي,
سأطيع وأذهب إلي نينوى فضل أن
يلقي في البحر, ولا يقول أخطأت..! لم يستعطف الله. لم يعتذر عن
هروبه. لم يعد
بالذهاب. لم يسكب نفسه في الصلاة أمام الله. إنما يبدو أنه فضل أن يموت بكرامته
دون أن
تسقط كلمته!! وهكذا القوه.فيالبحر
اللـه ينفذ مشيئته
مشيئة الله كانت لابد أن تنفذ. هل ظن يا يونان
أنه سيعاند الله وينجح؟! هيهات, لابد أن يذهب مهما هرب,
ومهما غضب. إن الله
سينفذ مشيئته سواء أطاع يونان أو عصى, ذهب أو هرب ألقي يونان في البحر, وأعد
الرب حوتا عظيما
فابتلع يونان. وكأن اللـه يقول له: ”يا يونان, صعب عليك أن ترفس مناخس. إن شئت
فبقدميك تصل إلي نينوى. وإن لم تنشأ فستصل بالبحر والموج والحوت. بالأمر, إن لم يكن بالقلب
0 التعليقات:
التعبيرات