سياحة فبطية // دير الملاك غبريال بجبل النقلون - Abahoor

سياحة فبطية // دير الملاك غبريال بجبل النقلون


دير الملاك ميخــــائيل فى جبل النقلون بالفيوم

               دير الملاك غبريال الشهير(أبى خشبة) بالفيوم... وتاريخ طويل من الحياة الرهبانية
              دير رئيس الملائكة ( غبريال ) بجبل النقلون  يقع على بعد 16 كم جنوب شرق مدينة الفيوم بجبل النقلون 
             مركز إطسا ويمكن الوصول إليه عن طريق قرية العزب ويرجع إلى القرن الثالث الميلادى ، ويعرف بإسم
              دير أبى خشبة ، وقد تم الكشف عن المغارات التى كان يلجأ إليها المسيحييون الأوائل فى فترة الإضطهاد 
             الرومانى للمسيحيه ، وقد بدأت حياة الرهبنة فى هذا الدير فى القرن الرابع وهو ما يؤيده وجود مخطوطات 
             تحوى قوانين رهبانية  أرسلها الأنبا أنطونيوس لرهبان الدير ، وهو يعتبر الديرالوحيد فى مصر الذى يحمل 
              إسم الملاك غبريال أو جبرائيل وقد دامت فيه الرهبنة حتى القرن الـ 18 ، كما يذكر أن الأنبا صموئيل 
            المعترف قد عاش فى المغارات القريبة منه 35 عاماً قام نيافة الحبر الجليل الانبا ابرام أسقف الفيوم ورئيس
             دير الملاك غبريال العامر بجبل النقلون بسيامة 3 رهبان هم:  الراهب عبد المسيح  والراهب توما س
             والراهب توما  كما رسم أثنين من الرهبان قسوساً وهما القس أرسانيوس والقس بيمن


             وأشترك مع نيافته فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الاحبار الاجلاءالانبا لوكاس أسقف ابنوب والفتح 
             ورئيس دير مارمينا المعلق  والانبا مينا أسقف ورئيس دير مارجرجس بالخطاطبة
             موقع  دير رئيس الملائكة غبريال
             يقع دير رئيس الملائكة غبريال، الذي يبعد عن مدينة الفيوم                  بحوالي 16كم إلى الجنوب، وعلى جانبي الطريق زراعات،               لكن ثمة مساحة تختفي فيها الزراعات وتظهر الصحراء، ويمكن    مشاهدة الدير على بعد ستة كيلو مترات فهو يرتفع عن الأرض             بمقدار مائة متر، جبل النقلون يحتل خلفية المشهد، ثمة هدوء              كبير يضفي علىالمكان روحانية كبيرة
             ودير الملاك غبريال هو من الأديرة القديمة. يقع في جبل                  النقلون بالقرب من عزبة قلمشاة. وهو يقع على ربوة صخرية              مرتفعة عن مستوى عزبة قلمشاه. وتظهر حافة الوادي الخضراء             محيطة بالجبل من الناحية الغربية 
             للدير, على بعد 3 كم تقريباً من مدخل الدير الحالي. كما يذكر أميلينو أن الدير يقع في مكان منخفض عن دير
             سدمنت يذكر المؤرخ أبو صالح الأرمنى عن جبل القلمون (الذى به دير الأنبا صموئيل) قائلاً: "الجبل له شقيق 
             يعرف بجبل النقلون". كما يذكر عثمان النابلسى عن دير النقلون فيقول:" دير النقلون يقع في الجبل القريب 
             من قمبشا, وهو في الناحية الشرقية منها"
              نشأة وتأسيس الدير
            يرجع تاريخ دير الملاك غبريال بجبل النقلون إلى بداية القرن الرابع الميلادى. ومما لاشك فيه أن المعلومات 

            التاريخية عن أديرة الفيوم والمنطقة المحيطة بها محدودة إذا قورنت بتاريخ الأديرة التي في نتريا والقلالى 
            والأسقيط والصحراء الشرقية. ومن الواضح والبديهى أن دير برية النقلون كان له القيادة الروحية والرهبانية 
            بين أديرة الفيوم نظراً لازدهارالحياة الرهبانية في برية النقلون في النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى.
            وقد وجد مخطوطُ بدير الأنبا أنطونيوس يحمل قوانين رهبانية أرسلها القديس الأنبا أنطونيوس إلى أولاده 
            رهبان دير النقلون بالفيوم. ومن المؤكد أن القديس الأنبا أنطونيوس زار هذه البرية أكثر من مرة قبل نياحته
            وذلك في بداية القرن الرابع الميلادى.
            القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ودير النقلون
     
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الذي زار الإقليم أكثر من مرة. والتى يرجح أنها
 تمت إما في عام 311 أو  في عام 338م. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن هذه 
الجماعات الرهبانية ارتبطت بأطوار الرهبنة الأنطونية ومن ثم فهى امتداد
للتنظيمات الكثيفة التي شهدتها منطقة نتريا، ووادى النطرون. وهناك شواهد
ودلائل تؤكد وتؤيد رجاحة هذا الاعتقاد.من خلال تتبع العرض التاريخى لرهبنة 
الفيوم نجد أن القديس الأنبا ببنوده وهو الملقب بأب أديرة الفيوم هو
أحد تلاميذ الأنبا أنطونيوس وكان يعتبر القديس الأنبا ببنوده شخصية دينية كبيرة
            التف حولها الرهبان بالإقليم. كما أنه كان يوجد واحد آخر من أبرز الآباء الرهبان الذين تنسكوا في إقليم الفيوم 
            وكان رئيساً لعدة أديرة ومدبراً لعشرة آلاف راهب وهو الأب سرابيون.
            نظراً لاهتمام الأنبا أنطونيوس بهذه البرية ولما رآه من فضائل عظيمة من قديسيها أرسل لهم رسالة حسب
             طلبهم, قوانينها فقط التي لم يتم طبعها منفردة في كتاب منفصل.وهى عبارة عن قوانين رهبانية ووصايا 
             لأولاده الرهبان بدير النقلون.
             ومن ثم يمكن القول أن الحياة الرهبانية في صحراء الفيوم 
              بجبل النقلون كان لها نفس الازدهار الذي كان في كل من                   وادى النيل والمراكزالرهبانية الديرية الأخرى.            
             فى القرن السابع الميلادى يذكر التاريخ أنه حدث بعد طرد                   القديس الأنبا صموئيل من برية وادى النطرون, ومن دير أبى
             مقار أنه أقام في دير النقلون ثلاث سنين ونصف, تؤكد                      مخطوطة بدير الأنبا أنطونيوس أنه عند وصول الأنبا صموئيل              المعترف إلى برية النقلون وجد بها حوالى مائة وسبعون ديراً                 منتشرة حول البرية وذكر 
             أنه كان في استقباله حوالى ألف راهب وكانوا يحترمونه جداً حيث إنهم كانوا يقدرونه. وعندما أحس الأنبا 
             صموئيل باقتراب أعوان المقوقس لمهاجمة دير النقلون وإجبارهم على الخضوع لعقيدة طومس لاون أقنع 
            الرهبان أن يختفوا خارج الدير حتى ينجيهم الرب من اضطهاد المقوقس. وعندما وصل المقوقس لم يجد أحداً 
            بدير النقلون سوى البواب الذي اعترف تحت وطأة التعذيب بأن الأنبا صموئيل هو الذي أقنع الرهبان بالهرب.
            وبعدها استدعى المقوقس الأنبا صموئيل وكاد أن يقتله لولا تدخل عناية الله لانقاذه فأمر المقوقس بطرد الأنبا 
             صموئيل من دير النقلون.                                      
           كنيسة الملاك غبريال في دير النقلون كنيسة تتبع إيبارشية الفيوم. وكان كاهنها الذي يخدمها في ذلك الوقت يسكن 
           في عزبة قلمشاة. ولا تقام الخدمة بها بانتظام. وفى وقت عيد الملاك غبريال يجتمع عدد كبير من الأقباط من
            الفيوم وغيرها إلى دير النقلون ويسكنون الأماكن المحيطة بالدير المبنية التي كانت مخصصة لهذا الغرض. 
           وقد ذكر المقريزى هذا العيد. وبذلك يمكننا القول اليقين أن دير الملاك غبريال الشهير بدير الخشبة بجبل النقلون 
           هو من الأديرة القديمة التابعة لإيبارشية الفيوم, ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادى, وبذلك يعد من أقدم 
           الأديرة في الكرازة المرقسية.
  الفريسكات والأيقونات الأثرية بكنيسة الملاك غبريال بجبل النقلون
 فكنيسة الملاك غبريال بالدير مليئة بالفريسكات الجدارية الأثرية وهذه الفريسكات تدل على قدم الكنيسة.الفريسكات يمكن أن ترسم على الحائط 
بعد أعمال المحارة مباشرة, (جديدة) بحيث تثبت الألوان (تجف) مع
المحارة والصورة تثبت في الحائط. أويمكن أن ترسم بالحفر أولاً وبعد
 ذلك تعمل الألوان بالمحارة وتملأ الخطوط للتلوين وتكمل الصورة.
 تاريخ الفريسكات الموجودة في الكنيسة
 يوجد بعض الفريسكات الجدارية من القرن التاسع أو العاشر. ففى 

شرقية هيكل الملاك غبريال (الهيكل الأوسط الرئيسى) توجد ثلاث
 فريسكات فوق البعض هى صورة للصليب رسمت في القرن الثامن
 أثناء بناء الكنيسة
 للمرة الثانية. ثم رُسم فوقها صورة أخرى لبعض القديسين ترجع إلى 
القرن التاسع أو العاشر الميلادى. ورسم 
فوقها مرة ثالثة صورة للسيدة العذراء مريم تحمل الرب يسوع على 
ذراعيها ترجع إلى القرن الحادى عشر.
وبداخل الهيكل تحت فريسكة الرسل يوجد تاريخ باللغة القبطية وهو
 (749 للشهداء ـ 1033ميلادية), وتاريخ اخر في الحائط الجنوبى 
للهيكل (899 ش ـ 1083م) يشير إلى دفن أسقف في هذا المكان. 
على الحائط الغربى
            للكنيسة توجد كتابة للشماس يؤانس الأقفهصى الفريسكات. يرجع رسم الكنيسة بالفريسكات إلى القرن الحادى
            عشر للشماس يوحنا الأقفهصى ما بين (1022- 1033م) أى بداية القرن الحادى عشر. وكل فريسكات الكنيسة
            تم اكتشافها في الفترة الأخيرة في عام 1991م وبذلك عرف أنه يوجد صور على الحوائط وكان ذلك أثناء 
           الترميمات حيث وجدت تحت البياض السطحى للكنيسة, بعد أن كانت مطموسة (مغطاة) بطبقة خفيفة من المحارة.
           وتم إظهار هذه الفريسكات بمساعدة البعثة البولندية ـ التي تأتى إلى الدير كل عام ـ وقاموا بترميمها.
            الفريسكات الموجودة داخل الهيكل الأوسط (هيكل الملاك غبريال)
          يوجد أيقونة جدارية في أعلى قبة الهيكل وهى تمثل صورة (ضابط الكل) ولكن ليست كاملة وهى في انحناء قبة 
          الهيكل. كما توجد صور أيقونة جدارية توضح التلاميذ الأثنى عشر وإن كان أحد التلاميذ غير كامل. ويوجد 
           أسماء أحد التلاميذ باللغة القبطية. واسم أحد البطاركة وهو البابا زخارياس. ويوجد أيضاً اسم أسقفين مكتوبين
            باللغة القبطية وهما الأنبا يؤانس والأنبا سلوانس.
           فى جوانب الهيكل        

           فى الجانب البحرى للهيكل أيقونة جدارية للقديس مارمرقس الرسول, وفى الجانب القبلى مقابلها أيضاً أيقونة 
            جدارية للقديس البابا أثناسيوس الرسولى. ولمشابهة هاتين الأيقونتين مع الأيقونتين اللتين بهيكل كنيسة الأنبا 
            نطونيوس بالبحر الأحمر يتضح أن رسم الأيقونات في كل منهما كان في قرن واحد تقريباً هو القرن الحادى
             عشر. 
           فى شرقية الهيكل (حضن الآب) وجد ثلاث صور مرسومة فوق بعضها, الأولى وهى



    
                                                              من شهداء الفيوم           صورة الصليب المقدس مع بناء الكنيسة في القرن الثامن. والثانية (فوقها) رسم لصورة السيد المسيح أو أحد 
          القديسين (غير مؤكد حتى الآن). والثالثة (فوق الصورة الثانية) رسم صورة للسيدة العذراء مريم وهى تحمل 
           السيد المسيح. وقد قامت البعثة البولندية مؤخراً بإخراج الصورة الثالثة هذه على لوح خشب على ثلاث أجزاء
            كما هى بالمحارة المرسومة عليه, وبذلك تم إظهار الصورة التي كانت خلفها وهى موجودة حالياً في حضن
            الآب (ترجع إلى القرن العاشر).   هناك رأى لأحد العلماء الذين زاروا الدير مؤخراً وهو إليكسندر (يعتبر أفضل 
           خمس علماء في العالم في فن ورسم الأيقونات) يل " أن الصورة هى لأحد الأساقفة القديسين الذين تربطهم 
            علاقة قوية بالدير أو على الأرجح أنه من مؤسسى الدير                                                                                      قامت البعثة البولندية بترميم صورة السيدة العذراء ووضعت في الجانب الغربى للكنيسة فوق الباب القبلى
           المغلق للكنيسة في الدكسار. وفى الحائط القبلى الشرقى من ناحية هيكل العذراء مريم توجد صورة لثلاثة من 
           الآباء والكتابة المكتوبة ترجع للقرن الحادى عشر وتعرفنا أنهم من الآباء السواح غالباً. وتحت هذه الصورة 
          توجد صورة للسيد المسيح ومعه أحد الآباء وترجع للقرن التاسع أو العاشر.                                          
خ