مدن فى الكتاب المقدس ( برغامس ) - Abahoor

مدن فى الكتاب المقدس ( برغامس )


                               مدينه برغامس

الاسم بالعربية: برغامس                      المعنى: مرتفّع، زواج كثير، حصين

الشواهد من الكتاب المقدس: رؤ 1: 11
                                  


مدينة في آسيا الصغرى
اسم يوناني لا يعرف معناه على وجه التحقيق. وهو اسم مدينة في ميسيا بآسيا الصغرى كانت فيها إحدى الكنائس السبع (سفر الرؤيا 1: 11 و2: 12-17) وقد لقبها القديس يوحنا بكرسي الشيطان لكثرة المعلمين الكذبة فيها الذين أضلّوا الناس وأسقطوهم في وهدة الخطية. (وكثرت هياكلها الوثنية ومن ضمنها هيكل للآله زفس) وعدد سكانها الآن 20 ألفًا تقريبًا وبعضهم مسيحيون واسمها حاليًا في اللغة التركية هو برجما. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكان فيها مكتبة تحتوي على مائتي ألف مجلد أضافتها كليوباترا إلى مكتبة الإسكندرية. وكانت برغامس مركزًا كبيرًا لصناعة الرقوق والورق من الجلود، ولذا فاسم الرقوق في اللغات الأوربية Parchment مأخوذ من اسمها.

ولم تزل أثار هذه المدينة القديمة باقية إلى الآن تشهد بعظمتها وغناها، كالأعمدة الرخامية التي ظنّ أنها بقايا هيكل اسكولابيوس. ويدّعي أهاليها الآن أنهم يعرفون قبر الشهيد انتيباس، ومحل الكنيسة التي اجتمع فيها التلاميذ لقراءة رسالة يوحنا.

وبالاختصار نقول أن هذه المدينة كانت قديمًا، عامرة متمدنة، وكفاها فخرًا أنها مسقط رأس جالينس العالم الشهير الذي كان أول من قال أن الأوعية الدموية تحمل دمًا لا هواء حسبما زعم من سبقه من الأقدمين.

كذلك نسمع في سفر الرؤيا عن السبع الكنائس التي في آسيا التي في أفسس، سميرنا، برغامس، ثياتيرا، ساردس، فيلادلفيا، لاوديكية" (رؤ 1: 11).

كنيسة برغامس:

جاءت كنيسة برغامس في الترتيب الثالث لكنائس سفر الرؤيا السبعة، وهذا ينطبق جغرافيًا أيضًا. لأننا إذا بدأنا منْ شاطئ أفسس الكبير، مرورًا بسميرنا بطريق ساحل البحر شمالًا ومنها إلى برغامس، وعبورًا بطريق مهم آخر جنوب شرق نجد ثياتيرا ثم ساردس وفيلادلفيا ثم إلى لاودكيا، والتي على الطريق الرئيسي الذي يدور للخلف مباشرة حتى يصل إلى أفسس. وهذا هو الترتيب الذي تكلم به الروح للكنائس.

ملاك كنيسة برغامس:

"أكتب إلى ملاك الكنيسة التي في برغامس". قيل أنه كريوس الذي ذكره يوسابيوس المؤرخ. وقد كان قويًا في الإيمان، وختم حياته بالاستشهاد.

تقديم الرب لنفسه لكنيسة برغامس:

"هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين". وأراد الروح أن يقول أنه صاحب السلطان الأساسي وهو الأجدر بالعبادة، إذ وصف نفسه بأن "بيده سيف ماضي ذو حدين".

وفى هذا التعريف أشار الروح إلى وجود علاقة بين الكنيسة والدولة. يوحنا الحبيب استخدم كلمات الرب التي تُشير إلى أنه صاحب السلطان المطلق، وأنه صاحب القوة للحياة والموت. هذا تعريفه لنفسه، لبلدة هي العاصمة الرسمية للمقاطعة الرومانية وكرسي السلطان في المملكة القديمة في إدارة روما. وهى بداية مناسبة لهذه المدينة، فالرب هو صاحب السلطان على العالم كله يتكلم إلى الكنيسة الموجودة في البلد التي بها السلطان الرسمي لإدارة الإمبراطورية.

إن الرب تكلم للكنيسة بأنه "هو الذي له السيف الماضي ذو الحدين". وهذا السيف الماضي ذو الحدين، هو الذي كان يستخدمه الجنود الرومانيين، فلم تكن تستخدم هذه الجنود أي من السيوف الشرقية، وهو سيف عربي اسمه" الأحدب". ولا كانوا يستخدمون أي من السيوف المستخدمة في بلاد أخرى، وبالذات السيوف المستخدمة عند الجنود اليونانيين.

والسيف ذو الحدين عند الرومان له تقدير خاص، وهو رمز لأعلى درجة للسلطان الرسمي، وكان يلبسه القائد الروماني. وحُكًام المقاطعة الرومانية كانوا يُقسًمون إلى درجتين أعلى وأدنى، بحسب منْ يلبس هذا السيف أو من لا يلبسه. وعلى هذا حينما يستخدم الروح كلمات الافتتاحية: "هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين"، فهو يقول: أنه هو صاحب السُلطان الأعلى على الحياة والموت، والذي يتخيله الناس أنه في يد قادة الرومان.

وما هو السيف الماضي ذو الحدين في يد الرب، سوى كلمة الله، كما يقول بولس الرسول:

"أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفى شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس فإن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء، مع السلاطين مع ولاة العالم على ظُلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات. من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تُقاوموا في اليوم الشرير، وبعد أن تُتموا كل شيء أن تَثبتوا. فاثبتوا أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الإيمان، الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير المُلتهبة. وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. مُصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح وساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة وطلبة، لأجل جميع القديسين" (أف6: 10- 18).

ويقول أيضًا:
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين، وخارقة إلى مَفرق النفس والروح والمفاصل والمِخاخ، ومُميزة أفكار القلب ونياته". (عب4: 12).

الروح يشهد لأمانة ملاك كنيسة برغامس:

"أنا عارف أعمالك. وأين تسكن حيث كرسي الشيطان. وأنت مُتمسك باسمي ولم تُنكر إيماني حتى في الأيام التي كان فيها أنتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن"

ومن كلمات الروح: "أنا عارف أعمالك. وأين تسكن حيث كرسي الشيطان"، فهو يُبين أنه يعلم تمامًا حال المدينة. وكأنه يقول أنه يعلم منْ هو الذي يُقاوم الكنيسة هناك ومن يتبعونه. فقد كانت العبادة والممارسات الطقسية في المقاطعة، تتضمن تقديم الذبائح للإمبراطور على أنه الإله. وبالطبع المسيحي الذي كان يرفض هذه الممارسات محكوم عليه بالموت حيث يُعتبر خائن لوطنه وعدو للمقاطعة، وهكذا وجد الشيطان له منزلًا في الإمبراطورية، وكان يستخدم قوته في مقاومة الإله الحقيقي ومعارضة كنيسته.

الاضطهاد في برغامس لم يكن من اليهود، كما حدث في سميرنا، بل كان من اجل أنهم مسيحيين، فحينما كانوا ينقادون إلى المحكمة الرومانية، كانوا يواجَهون بأحد خيارين، إما أن يتبعوا الديانة الرومانية أو يواجهوا الموت -كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى- لأن المسيحي يُعتبر خائن لوطنه. وهذا النوع من الاضطهاد بدأ في برغامس، وكثيرين من الشهداء الذين ماتوا فيها ليسوا من أهل برغامس، بل كانوا يأتون بهم من مُدن رومانية أخرى. السجناء كانوا يأتون من كل مكان في المقاطعة إلى برغامس، حيث يُحاولون معهم أن يُنكروا الإيمان المسيحي أو يواجهوا الموت.

وأنت مُتمسك باسمي. ولم تُنكر إيماني حتى في الأيام التي كان فيها أنتيباس شهيدى الأمين الذي قُتل عندكم حيث الشيطان يسكن".

من هذه الآيات نُدرك أنه كان في برغامس أيام صعبة استشهد فيها الكثيرون من برغامس ومن خارجها. وأنتيباس الذي ذُكر اسمه ربما يكون أول الذين أتوا إلى برغامس، وقد اشتبهوا فيه بأنه مسيحي، وقُتل هناك لأنه رفض تقديم العبادة للإمبراطور. وقد حدثنا المؤرخ أندريا عن هذا الشهيد كشخص معروف لديه، وأنه استشهد حرقًا، وقد عُرض عليه أن يُنقذوه ولكنه رفض.

ومن الآية أيضًا: "أنتيباس شهيدي الأمين الذي قُتل عندكم"، نفهم أن أنتيباس ليس من برغامس، ولكنه أتى إليها كسجين من مدينة أخرى. والروح هنا يشهد لملاك كنيسة برغامس، بأنه كان أمينًا للرب حتى في وقت الشدائد والاضطهادات، والذي ختم حياته بالاستشهاد أيضًا.

كرسي الشيطان هذا موجود في كل مكان في العالم، حيث الشرور بأشكالها المختلفة، والأفكار الغريبة التي تُشجع على جحد الله وعدم قبوله ربًا لهم، وأصحاب البدع الغريبة، والانقسامات.....

الروح يؤنب ملاك كنيسة برغامس على أمرين:

"ولكن عندي عليك قليل: أن عندك هناك قومًا مُتمسكين بتعليم بلعام. الذي كان يُعلم بالاق أن يُلقى معثرة أمام بنى إسرائيل: أن يأكلوا ما ذُبح للأوثان ويزنوا. هكذا عندك أنت أيضًا قوم مُتمسكون بتعليم النقولاويين الذي أُبغضه. فتُب وإلا فإني آتيك سريعًا وأحاربهم بسيف فمي".

ذكر يوحنا الحبيب في الرسالة الموجهة إلى ملاك كنيسة برغامس، بأن الروح يعتب عليه لوجود مجموعتين ضلوا الطريق وموجودين في وسط الكنيسة، وهنا يُعاتبه لأنه لم يخدمهم كما يجب حتى يردهم عن ضلالهم، وأن تركهم في وسط الكنيسة قد يؤثروا بأخطائهم في مؤمني كنيسة برغامس. لذلك حذرهم الرسول من التعامل معهم، بل وأكثر من هذا أنبهم الروح على قبولهم هذه المجموعات في وسطهم.





avatar

يعاتب الرب كنيسة برغامس لان منهم أناس يتبنون تعاليم شريرة ،تعاليم بلعام تشير إلى التساهل مع الفساد الاخلاقي والتسيب الجنسي وتعاليم النقولايين وهى التي من معني الكلمة اليوناني يمكن ان نستدل عليها فالكلمة مكونة من مقطعين وهما "نقول و لاويين
بذلك يكون المعني " من يغلب او ينتصر على الشعب" وهو إشارة إلى تسلط القادة على شعب الرب بدلا من خدمتهم والوصول إلى أقدامهم مثل السيد ،وهذا ما حدث فى العصور المظلمة فى أوروبا ومازال يحدث الآن فى بعض الكنائس التقليدية.

delete 11 أبريل 2021 في 5:51 م