مدن الملجا ( الجولان ) - Abahoor

مدن الملجا ( الجولان )


                                   "جولان"

 وكانت تقع في المرتفعات شرقي بحر الجليل في نصيب سبط منسي، ولا يُعلم الآن موقعها بالضبط.

فكان توزيع المدن يجعل من الممكن للقاتل سهواً أن يهرب إلى إحداها قبل أن يدركه ولي الدم. وكان ولي الدم في إسرائيل قديماً، هو أقرب الذكور إلى القتيل، وكان ملتزماً بأخذ الثأر لقريبه المقتول، وذلك بقتل القاتل حين يصادفه (عد 35: 19-21). فقد كان ذلك واجبه من نحو أرملة القتيل وسائر أعضاء العائلة ، ومن نحو المجتمع أيضاً (تك 9: 6، عد 35: 30) ، إذ لم يكن يجوز أخذ فدية عن نفس القاتل المذنب، بل كان يجب أن يقتل قتلاً، ولا تؤخذ فدية ليهرب إلى مدينة ملجئه (عد 35: 31 و32).

أما القاتل سهواً، عن غير قصد أو ترصد، فكان قضية أخرى، إذ كان له الحق في أن يلجأ إلى أقرب مدينة إليه من مدن الملجأ، فيفسح له شيوخ المدينة مكاناً فيها متى ثبت لديهم أنه لم يقتل عن عمد أو ترصد (تث 19: 4-6). أما إذا فحص شيوخ المدينة ووجدوا القاتل مذنباً عن عمد، فكانوا يسلمونه إلى ولي الدم ليقتله (تث 19: 11 و12)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. أما إذا ثبت أن القتل كان سهواً عن غير قصد، فكان القاتل يُعفى من القتل، ويظل مقيماً في مدينة الملجأ التي لجأ إليها إلى أن يموت "الكاهن العظيم الذي مُسح بالدهن المقدس". ولكن إن خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب إليها، ووجده ولي الدم خارج حدود مدينة ملجئه، وقتل ولي الدم القاتل، فليس له دم. لأنه في مدينة ملجئه، يقيم إلى موت الكاهن العظيم. أما بعد موت الكاهن العظيم فيرجع القاتل إلى أرض ملكه" (عد 35: 22-28).

ولم يكن هذا أمراً سهلاً في كل الأحوال، إذ كان معناه الانفصال عن عائلته، والانتقال للحياة في مدينة غريبة عنه، وأن يجد له فيها مورداً للرزق.

وما أعظم ترتيب النعمة الغنية لخلاص الإنسان من حكم الموت الأبدي، فالمسيح هو ملجأنا الحصين، فنحن الذين كنا "أمواتاً بالذنوب والخطايا" التي سلكنا فيها، "أحيانا مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون" (أف 2: 1-5). لقد أنقذ بموته على الصليب "المنقادين إلى الموت، الممدودين للقتل" (أم 24: 11)، ورفعنا من "أبواب الموت" (مز 9: 13) إذ بذل نفسه فدية عنا (مت 20: 28، مرقس 10: 45، 1تي 2: 6).