الشهيد مرقوريوس ابو سيفين - Abahoor

   الشهيد مرقوريوس ابو سيفين


               الشهيد مرقوريوس ابو سيفين                                                           

مرقوريوس (224 ـ 250) هو قديس وشهيد مسيحي، ولد باسم فيلوباتير (وتعني: محب الأب) في مدينة إسكنتوس في مقاطعة قبادوقية في شرق آسيا الصغرى. يعرف أيضًا بلقب أبو سيفين، في إشارة إلى السيف الثاني الذي يُروى أن الملاك ميخائيل أعطاه إياه.

عندما بلغ فيلوباتير دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الإمبراطور ديكيوس (الذي كان وثنيًا)، فاكتسب رضا رؤسائه لشجاعته، فدعوه باسم مرقوريوس ، وكان من المقربين لدي الملك ، ولكنه تغير عليه فيما بعد بسبب إيمانه المسيحي وأمر بقتله.

يعد مرقوريوس أبو سيفين قديسًا في عرف كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية، وتحتفل الكنائس الشرقية بعيده في 24 نوفمبر (25 هاتور بالتقويم القبطي)، بينما تحتفل به الكنائس الغربية في 11 نوفمبر من كل عام

ولد قديسنا عام 225م من أبوين وثنيين، وسمي "فيلوباتير" (وهو اسم يوناني معناه: محب الآب). وسرعان ما تحوَّل أبواه إلى المسيحية، وبدأ يعظان ويوزعان الصدقات، وعَلَّما ابنهما وفق التعاليم المسيحيّة. وفي سن السابعة عشر انضم القديس إلى الجيش، وسريعًا ما نال شهرة عالية كمبارز (بالسيف)، وكان بارعًا في التخطيط الحربي.

وفي إقليم الإمبراطوران داكيوس وفاليريانوس أرسلا مرسومًا بأنه على الجميع عبيدًا وأحرارًا أن يقدموا الذبائح للأوثان الرومانية، ومَن يعصى ذلك الأمر سيواجه عقوبة الموت. وبعد ذلك المرسوم بقليل، شَبَّت الحرب بين البربر والرومان، وحارب جيشان بعضهما بضراوة. وفي أحد الأيام في ذروة المعركة، رأي مرقوريوس (وهو الاسم الذي حصل عليه عندما تمت ترقيته إلى رتبة قائد) رؤيا، عن رجل مُحاط بالنور يحمل سيفًا في يده اليُمنى، مُعطيًا إياه السيف، ويخبره بأنه سيوف ينتصر على البربر، وبأن يذكر الرب -إلهنا- بعد المعركة.

أخذ القديس السيف وهجم على البربربضراوة مُسقطًا عشرات منهم، وقتل ملكهم وحاشيته وكثيرين، فارتعب البربر وفرّوا خائبين، وانتصر الرومان. وبعد ذلك تم إعطاء مرقوريوس لقب "القائد الأعلى لكل القوات الرومانية"، وكان عمره في ذلك الوقت 25 عامًا -ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء- وانشغل القديس بحياته الجديدة، وكان يُحتفى به في كل بلدة يعبرها.

وفي يوم من الأيام ظهر ملاكًا من قِبَل الرب للقديس أبوسيفين مُخبرًا إياه بأنه سوف يعاني الكثير بسبب المرسوم، ولكنه سوف ينال إكليل النصرة في السماء. وبعد ذلك دعاه داكيوس ليسأله في بعض شئون الدولة، وبعد ذلك اقترح أن يذهبوا جميعًا للمعبد ليذبحوا للأوثان، فانسحب البطل بسرعة من بين الجمع. فلاحظ ذلك جندي غيور وأعلم داكيوس بأن مرقوريوس لم يكن حاضرًا بسبب أنه يدين بالمسيحيّة. ولكن الإمبراطور لم يُصَدِّق ذلك، وأراد أن يتأكَّد بنفسه..

وتأكَّد بعد ذلك عندما اعترف مرقوريوس بشجاعة بأنه مسيحي. وحاول الإمبراطور إقناعه بالعدول عن ديانته وتركها، وعندما فشل بدأ يُعّذِّبهُ بعذابات كثيرة منها الحرق، وتقطيع جسده بالمسامير.. ولكن كان الله يعينه ويقوّيه، حتى تم قطع رأسه ونال إكليل الشهادة. وكان ذلك يوم 4 ديسمبر 250م.

بركة صلواته تكون معنا، آمين. ولربنا المجد الدائم إلى الأبد. آمين.