قديسين وشهداء من بنى سويف 17 - Abahoor

قديسين وشهداء من بنى سويف 17



                 القديس يوليوس الاقفهصى
                                                                     
ولد يوليوس الاقفهصى كاتب سير الشهداء في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي ببلدة اقفهص التي ما زالت محتفظة باسمها ومكانها حتي الآن وهي قرية تابعة لمركز الفشن محافظة بني سويف وكان له اخت تدعي أوخارستيا وابنان هما تادرس ويونياس. لم يمكث يوليوس كثيرا ببلدة أقفهص ثم رحل هو والاسرة الي مدينة الإسكندرية قبل عصر الاضطهاد. كانت له مكانة عظيمة جدا عند الملوك فكان مستشارا لهم وكان يشغل وظيفة كبيرة وهو كاتم أسرار سجلات السجن. ولم يطلب منه الولاه السجود أو التبخير للأوثان ربما لمكانته الرفيعة وثقة الجميع فيه وأستشارته فيما يختص بأمور الدولة.

لذلك أصبح هو المهتم الأول بأجساد القديسين وكتابة سير حياتهم خلال فترة الاضطهاد الذي بدأ سنة 303 ميلادية واستمر من خلال خلفاء دقلديانوس في الشرق.
شخصيته
كان غنيا جدا وكان مقربا من الملوك ومستشارا لهم وكان يشغل وظيفة كبيرة، وقد ورد في نص مخطوطة القديس أبانوب النهيسي بحسب ما دونه باللغة القبطية يوليوس نفسه ونشرته جامعة لوفان البلجيكية سنة 1907 م ضمن كتاب اعمال الشهداء ورد في هذه المخطوطة ص 42 ان القديس يوليوس الاقفهصي هو :كاتم اسرار سجلات السجن أو امين سجلات السجن ولكن لم يرد في المصادر التاريخية بأنه كان يعمل أسفهسلارًا (قائد حربي) كما أشاع البعض جعل ثلاثمائة غلام ممن يثق فيهم ليكونوا عونا له في تدوين سير الشهداء. كان يخدم الشهداء بنفسه ويداوي جراحهم. أيمان ولاه بسبب الشهيد يوليوس الاقفهصي (اركانيوس والي سمنود وسوكيانوس والي اتريب)
كان ايمان هذين الواليين بسبب استشهاد القديس يوليوس الاقفهصي كاتب سير الشهداء. كان هذا الأخير مسيحيا يشغل وظيفة كبيرة في الاسكنرية، كما كان ثريا وكان موضع ثقة حاكمها وكان محبا لخدمة المعترفين والشهداء وعاصر الاضطهادات التي اثارها ديوكلتيانوس وجالريوس ومكسيمينوس كان يزور المعترفين في سجونهم ويخفف آلامهم ويداوي جراحتهم ويقضي كل احتياجتهم ويدفن اجسادهم ويعاونه في ذلك ثلثمائة غلام من الكتبة المساعدين له أيضا في تسجيل وكتابة سير الشهداء .
وفي أوائل عهد قسطنطين وقبل أن تستتب الأوضاع السياسية له نهائيا ظهر السيد المسيح للقديس يوليوس الاقفهصي في رؤيا وأمره أن يمضي الي أركانيوس والي سمنود ويعترف بالسيد المسيح. وفي سمنود اعترف بالمسيح وعذب ... ثم اقتادوه الي بربا (معبد وثني) لكي يضحي للآلهة وكان عدد أصنامها سبعين صنما.. فبسط يديه الطاهرتين وصلي الي الله ففتتحت الأرض فاها وابتلعت الاوثان جميعها مع أربعين كاهنا كانوا يخدمونها... فلما رأي الوالي هذا أمن وبعض أفراد حاشيته.
مضي والي سمنود في صحبة القديس الي سوكيانوس والي اتريب.وهناك عذبهما الوالي وظل علي هذا الحال الي ان كان يوم احتفال في هيكل الأوثان بأتريب وكانوا قد زينوا الهيكل بالمصابيح وسعف النخيل. وفي ليلة هذا الاحتفال أوثقوا القديس والوالي. فطلب القديس من الرب ان يظهر مجده وفي منتصف الليل ارسل الرب ملاكا ونزع رؤوس الاصنام وسودها بالرماد وأضاع زينتها فلما اجتمع الناس في اليوم التالي ورأو ما حدث اسرعوا وأخبروا الوالي فأمن هو الاخر بالمسيح ورحل ثلاثتهم من أتريب الي طوه بناء علي راي القديس يوليوس الاقفهصي حيث ينالوا أكليل الشهادة...
وفي طوه أجتمعوا بواليها الكسندروس وحاولوا أقناعة بالمسيح فأعتزر ولم يرد ان يعذبهم بلأراد أن يرسلهم الي والي الإسكندرية لكنهم الحوا عليه ان يعذبهم ويقتلهم علي اسم المسيح فكتب الوالي قضيتهم وقطعت رؤوسهم بالسيف كما استشهد في ذلك اليوم نحو الف وخمسمائه علي اسم السيد المسيح.
اركانيوس والي سمنود الشهيد مع يوليوس الأقفهصي إذ أعطى الله نعمة ليوليوس الأقفهصي أحد أثرياء الإسكندرية في عيني أرمانيوس والي الإسكندرية حتى يتمم رسالته ألا وهي الاهتمام بأجساد الشهداء وكتابة سيرهم، لم يحرمه الله من الدخول في طغمة هؤلاء الشهداء القديسين. فبعد موت دقلديانوس هدأت موجة الاضطهاد العام لكن لم يكن بعد قد صار قسطنطين مسيحيًا، فكان بعض الولاة يمارسون الاضطهاد بصفتهم الشخصية. ظهر السيد المسيح للقديس يوليوس وأمره بالذهاب إلى أركانيوس والي سمنود ويعترف بالسيد المسيح. انطلق في الحال إليه وأعلن إيمانه، فصار الوالي يعذبه والرب ينقذه. أخيرًا جاء به إلى هيكل ضخم للأوثان يخدمه أربعون كاهنًا وصار يلاطفه ويسأله أن يقدم بخورًا. صلى القديس إلى الله بحرارة، فانشقت الأرض وابتلعت الأوثان بكهنتها. ارتعب الوالي جدًا، وسأل القديس عن إلهه فآمن هو وبعض أفراد حاشيته. اشتهى والي سمنود أن يتمتع بإكليل الشهادة مع يوليوس، فذهب الاثنان إلى والي أتريب (خرائبها تسمى تل أتريب بجوار بنها)، واعترفا بالسيد المسيح، وتعرضا لعذابات كثيرة. إذ كان الوثنيون يستعدون للاحتفال بعيد لأحد آلهتهم بهيكل أتريب، زينوه وأشعلوا المصابيح، وصار الكل في فرح. وإذا في منتصف الليل إذ كان القديسان يوليوس وأركانيوس يصليان أرسل الرب ملاكه لينزع رؤوس التماثيل ويحطم زينتها ويلطخها بالسواد، وفي الصباح جاء الوثنيون بثيابهم المزركشة للعيد فرأوا هذا المنظر. إذ شاهد والي أتريب ذلك آمن بالسيد المسيح، وانطلق مع القديسين إلى طوة (بمركز ببا محافظة بني سويف) حيث التقوا بالوالي الكسندروس ليكرزوا له فرفض، وأراد إرسالهم إلى الإسكندرية لمحاكمتهم هناك حتى لا يحدث شغب وسط الشعب بسبب مكانتهم، لكنهم طلبوا منه أن يحاكمهم، وبالفعل استشهد الثلاثة وأيضا معهم كثيرون، وكان ذلك في 22 من توت.