القديسة الشهيدة ثيؤدورا - Abahoor

    القديسة الشهيدة ثيؤدورا


                 
    القديسة الشهيدة ثيؤدورا 
                                                                                                                                                                                                   صورة ارشيفيه                                               
معني أسم ثيؤدورا ( عطية الله ) .
ولدت هذه القديسة في مدينة الإسكندرية في أواخر القرن الثالث وعاشت شهيدة المسيح ثيؤدورا أثناء حكم الإمبراطورين الملحدين دقلديانوس ( 284 - 305 ) ومكسيميان ( 286 - 305 ) ، وكان يحكم الإسكندرية في ذلك الوقت الحاكم إفستراتيوس .
وعندما أعلن الأضطهاد ضد المسيحين تقدمت البتول ثيؤدورا وأعترفت بالسيد المسيح أمام الشعب ، ونتيجة لهذا الأعتراف الجهوري . ضربت وجلدت وزجت في السجن .
وفي النهاية أخرجها الحاكم من السجن وأودعها المستشفي الملحقة بالسجن ليحقق أغراضه الدنيئة .
وكان الحاكم إفستراتيوس يعرف بعض الشبان الفاسدين المغرمين بالنساء فأرسلهم للقديسة ثيؤدورا لعلهم يفسدون بتوليتها ويدنسوها .فلما علمت القديسة ثيؤدورا بهذه الخطة طلبت من الله أن يحفظها من هذه التجربة .
وبترتيب إلهي كان يوجد في هذه المنطقة من الإسكندرية قاضي شريف وشجاع يسمي ديديموس وكان مشهوداً له من الجميع بحسن الأخلاق والصيت الحسن ، فحاول ديديموس أن يجد وسيلة ليخلص هذه البتول من هذه الورطة ، فتهيأ في ملابس جندية ودخل المستشفي الملحقة بالسجن واستطاع أن يصل إلي ثيؤدورا ، فطلب منها بسرعة أن تستبدل ملابسها النسائية بملابسه الجندية والسلاح .
وفعلاً ارتدت ثيؤدورا ملابس الجندية ووضعت علي رأسها الخوذة وعلي صدرها الدرع وأخذت سيفه ورمحه .
وبهذه الطريقة استطاعت ثيؤدورا أن تغادر المستشفي بمساعدة ديديموس وتحافظ علي بتوليتها وشكرت الله .
وفي هذه الأثناء وصل إلي المستشفي أحد الشبان الماجنين الذي أرسله إفستراتيوس وسال عن ثيؤدورا ، فدخل حجرتها وجلس مباشرة علي السرير وعندما أدار ديديموس ظهره اكتشف الشاب بأنه يجلس بجواره رجل وليست الفتاة فقال : " ماهذا ؟ هل استطاع المسيح أن يغير الفتاة برجل ؟ إننا نعلم أن ديديموس كان يرتدي الزي العسكري عندما دخل إلي هذا المكان ؟ فأين ذهبت الفتاة التي كانت هنا ! عندما سمعت أن المسيح قد حول الماء غلي خمر تعجبت وظنن أن هذا كذب ولكن الآن رأيت أعجوبة أعظم منها ! "
فعندما سمع ديديموس هذا الكلام السخيف أظهر نفسه بمنتهي الجرأة وطلب منه إن أراد أن يذهب ويعلن ما حدث بالفعل داخل المستشفي .
وفعلاً ذهب هذا الساب الفاسد إلي الحاكم وأخبره عما حدث في المستشفي وكيف استطاعت ثيؤدورا أن تهرب بمساعدة ديديموس .
فأمر إفستراتيوس بالقبض علي ديديموس و إحضاره إلي ساحة القضاء .فلما مثل أمامه قال الحاكم : " كيف تجرأت أن تقوم بهذا العمل الغير قانوني ؟ ".
فأجاب القديس ديديموس : " أنا مسيحي وقد تعلمت كيف أستطيع أن أتحكم في نفسي جيداً ، يوجد إكليلان في إنتظاري نتيجة لهذا العمل .
الأول لأنني أطلقت سراح فتاة بتول من بين إيديكم القذرة وحافظت علي نقاوتها ، والثاني لأنه بهذه الطريقة أستطعت أن أعلن أمامكم أنني مسيحي " .
فأجاب الحاكم : " لأجل هذا العمل المتهور الذي أقترفته الآن أنا أمر بقطع رأسك وموتك ، ولأنك مسيحي أيضاً ، سوف يحرق جسدك بعد ذلك ".
تهلل ديديموس عندما سمع هذه الكلمات وصاح بصوت عال : " اشكرك يا إلهي لأنك لم تعطل ما كنت اريده ".
فساقوا بطل المسيح إلي مكان الإعدام عندئذ ظهرت القديسة ثيؤدورا وأسرعت إلي القديس ديديموس ، وقالت له ماذا يا أخي أهكذا تختلس إكليلي ، لا يكن لك هكذا يا أخي لأنه لم يحكم عليك بالموت إلا من أجلي ، فدعني الآن اقل ما يكون أن أتقدمك في الموت ، وكان الجمهور الحاضر منذهلاً من هذا المشهد العجيب وحينئذ أمر القائد أن يقطع راسيهما ويلقيان في النار ، وهكذا أكملاً هما الأثنان جهادهما البطولي وحصلاً علي إكليل الشهادة وكان ذلك في سنة 304 ميلادية ، بركة هذين الشهيدين العظيمين تحفظناً وتكمل أيام عمرنا بسلام ، وثبات علي الإيمان المستقيم ، في عفة وطهارة وتوبة حقيقية إلي النفس الآخير آمين