قديس معاصر شفيع دمياط - Abahoor

قديس معاصر شفيع دمياط



قديسون معاصرون القديس سيدهم بشاى
شفيع ايبارشيه دمياط


سيدهم بشاي مارسيدهم أو القديس سيدهم بشاي (1785 - 1844 م)، أحد قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية  عمل بشاي كاتباً بديوان عام مدينة دمياط في القرن التاسع عشر في عهد محمد علي باشاوالي مصر . تم اتهامه زوراً بازدراء الدين الإسلامي , فاستغل بعض من المتطرفين الموقف على خلفية حالة من العنف الطائفي السائد آنذاك و حاكموه شعبياً و قاموا بالاعتداء عليه مما تسبب في استشهاده. تم اكتشاف جثمانه لاحقاً و تم إعلانه قديساً عام 1987
أحداث العنف الطائفي في دمياط
كانت مدينة دمياط في هذه الأيام مدينة كبيرة يعج ميناؤها بالحركة و يختلط في شوارعها الأجانب و المصريون على اختلاف انتماءاتهم , لكنها كانت أيضاً تشهد تمييزاً شديداً ضد هؤلاء الأجانب و الأقليات لكونها مقراً لسجن الجنود الأجانب الفارّين من جيش محمد علي , و علاقتها بالمشهد السياسي كمنفى للجماعات السياسية الغير مرغوبة , و انطباع العامة عن مسيحييها كأحفاد لجنود فرنسيين تخلفوا منذ عهدالحملات الصليبية المتكررة التي تعرضت لها المدينة.و ترتبط الرواية الشائعة عن استشهاد مارسيدهم بعدد من الحوادث التي سبقت حادثة استشهاده , و تعكس هذه الحوادث حالةً طائفيةً شديدة يمكن على أثرها فهم الفظائع التي ارتكبت في حق مارسيدهم. في مقدمة تلك الحوادث تأتي أحداث مارس( 1844 ), التي بدأت بمشاجرة كان طرفاها باسيلى الخولى و هو موظف مصري مسيحي بقنصلية الإمبراطورية النمساوية في ذلك الوقت , و درويش التاجورى و هو تاجر سكندري مسلم . دبّت بينهما مشاجرة على خلفية معاملات مالية , لكنها سرعان ما تحولت إلى خلاف طائفي تضخم لاحقاً ليصبح معركة دامية بين المسلمين و المسيحيين في شوارع المدينة
قصة استشهادة
تتفق المرويات في أن قصة مارسيدهم بدأت عندما احتك به بعض المتطرفين في الطريق المؤدي للكنيسة , فتجمهر العامة على خلفية الأحداث الطائفية السابقة , واستغل المتطرفون مرور مفتي المدينة فأخبروه كذباً بأن مارسيدهم تطاول على الإسلام والمسلمين وأساء لنبيهم. لجأ عسكر المدينة إلى إنهاء الموقف بشكل فوري خوفاً من اشتعال الفتنة من جديد , فألقوا القبض على مارسيدهم و وجهت له تهمة ازدراء الإسلام , وحوكم مارسيدهم محاكمة شكلية بحضور المحافظ خليل أغاوالشيخ علي خفاجة والشيخ البدرى ونقيب الأشراف في ذلك الحين مع نفر من التجار وأميرلاى الرديف , أدين فيها بسب الإسلام و التطاول على نبيّه , وحكم عليه بالاستتابة أو الجلد حتى الموت . لم يتمكن العسكر من السيطرة على المشهد بسبب الفوضى التي كانت تعم المدينة خلال الاشتباكات الطائفية السابقة , وتحول تنفيذ الحكم على مارسيدهم إلى مشهد فوضوي , فاختطفه العامة و الرعاع من أيدي العسكر و بدأوا بتنفيذ الحكم بأنفسهم , فقاموا بجلده وتعذيبه في طرقات المدينة وأركبوه دابة اتباعا للعرف السائد حينها , و تحولت المدينة لمسرح للطائشين الذين يمارسون التخريب العشوائي لممتلكات الأجانب والمسيحيين . ولدى وفاته , أفرغ أحد المتطرفين القطران الساخن فوق رأسه ففارق الحياة.
التحقيق في الحادث
وصلت شكوى مسيحيي دمياط إلى والي مصر محمد علي , فأمر بفتح التحقيق في القضية وأسفر التحقيق عن إدانة المحافظ والقاضي والشيخ البدرى و حكم عليهم بتجريدهم من مناصبهم , وتم تشييع جنازة مارسيدهم رسمياً وأمر الوالي بتكريم ذكراه في كل أنحاء مصر و أصدر أمره للمرة الأولى في التاريخ الحديث برفع الأعلام الكنسية والصلبان في الجنازة. استقبلت جميع الطوائف المسيحية ذلك الخبر بالابتهاج و سار الموكب الجنائزي يتقدمه الكهنة في ملابسهم الكهنوتية لأول مرة في العلن و على رأسهم القمص يوسف ميخائيل وطافوا أرجاء دمياط مع لفيف من الشمامسة حتى وصلوا به إلى موقع كنيسة مارجرجس حالياً حيث أتموا مراسم الصلاة و دفنوه بأرض الكنيسة التى كانت ما تزال مدافناً لأقباط دمياط في ذلك الحين. أثرت تلك الحادثة على شعبية محمد علي عند شيوخ عصره واتهمه بعض المتشددين منهم بموالاة الغرب المسيحي
اكتشاف الجثمان
عام 1968 في عهد الأنبا تيموثاوس تم اكتشاف جثمان مارسيدهم مدفونا في الحديقة الخلفية لكنيسة مارجرجس أثناء قيام الكنيسة ببعض عمليات الترميم , وكان جسد القديس , فيما عدا آثار التعذيب , متماسكاً تماماً لم يصبه العفن أو التحلل ولم يفقد شيئاً منه لدرجة إمكانية إيقافه على قدميه , كما لم يتغير لونه , إلا أن أحد الأساقفة قام لاحقاً بتطييب الجثمان عن الطريق الخطأ بأطياب حارقة للبشرة مما تسبب في تغيير لونه للون الأسود .و في نفس العام قام البابا كيرلس السادس بإرسال لجنة لتقصي الحقائق عن الواقعة و التثبت من مطابقة أوصاف الجثمان , و تم نقل الجثمان عام 1972 إلى كنيسة السيدة العذراء بـدمياط حيث وضعت في مكان استشهاده في مقصورة بداخل صندوق كبير له غطاء زجاجي حتى يتيسر للزوار رؤيته والتبرك به قرر المجمع المقدس بـالكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة الباباشنودة الثالث في جلسته المنعقدة بتاريخ 8 يونيو 1987 الاعتراف بقداسة الشهيد سيدهم بيشاي وذلك بعد دراسة الوثائق التاريخية و التقارير و الصور التى رفعهاالأنبا بيشوى أسقف دمياط إلى المجمع المقدس