رابعـــــــــــــا ايبارشيه بنى مزار والبهنسا (3) - Abahoor

رابعـــــــــــــا ايبارشيه بنى مزار والبهنسا (3)

 

رابعـــــــــــــا

ايبارشيه بنى مزار والبهنسا

(3)

قديسين مركز بنى مزار

و البهنسا

نياحة القديس لاتصون البهنساوى (17 بؤونة)

في مثل هذا اليوم تنيح القديس العظيم الأنبا لاتصون من أهل البهنسا وذات يوم دخل الكنيسة فسمع قول السيد المسيح في الإنجيل المقدس " من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها. لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه (لو 9: 24 و25).

فلما سمع ذلك التهب قلبه فترك العالم ومضي إلى جبل شيهيت وأجهد نفسه بصلوات متواترة وأصوام كثيرة وظهر له ملاك الرب وأمره أن يمضي إلى القديس ايسيذورس ليلبسه الإسكيم المقدس ` فذهب إليه وبعد أربعين يوما ألبسه إياه فزاد في نسكه ثم انفرد في البرية وهناك حضر إليه القديس بلامون وذلك أن الشيطان كان قد ظهر للقديس بلامون في شكل امرأة وأخذ يغريه علي الزواج منها ذاكرا بعض رجال العهد القديم الذين كانوا متزوجين ومع ذلك كانوا أبرارا ولكن القديس عرف أنه الشيطان فرسم علي نفسه علامة الصليب وصلي إلى الرب فتحول الشيطان إلى دخان وغاب عنه، فذهب القديس بلامون إلى القديس لاتصون يسترشده في المحاربات الشيطانية فأرشده إلى كيفية التغلب عليها ورجع الأب بلامون إلى مكانه أما القديس لاتصون فقد ازداد في نسكله وتقشفه حتى تنيح بسلام.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين.

الأنبا بطرس أسقف البهنسا

تنيَّح الأنبا بطرس أسقف البهنسا. ومن أمره أنه ترَّهب في دير الأنبا شنوده رئيس المتوحدين بجبل أدريبه غرب سوهاج، تفرَّغ للدرس والبحث في الكتاب المقدس وكُتب الكنيسة حتى صار عالماً بارعاً خصوصاً في طقوس الكنيسة وألحانها.

رُسم أسقفاً للبهنسا ( البهنسا: هي الآن قرية كبيرة من قرى بني مزار محافظة المنيا، وبجوار القرية الحالية توجد آثار وحفريات كثيرة لمدينة البهنسا القديمة بالجبل الغربي لبني مزار) في المدة من ( 1186 – 1220م ) وكانت البهنسا مدينة عظيمة وعاصمة إحدى الولايات منذ العصور الفرعونية والرومانية. وكانت إيبارشية كبيرة بها الكثير من الكنائس والأديرة الخاصة بالرهبان وأديرة أخرى للراهبات بالصحراء الغربية المجاورة للمدينة.

ولهذا الأسقف مؤلفات طقسية كثيرة أهمها:

قراءات وألحان البصخة المقدسة:  فقد كان المؤمنون في العصور القديمة يقرأون الكتاب المقدس كله في الكنيسة أثناء أسبوع الآلام، وكان ذلك يستغرق وقتاً طويلاً.

ولما جلس البابا غبريال الثاني البابا السبعون، المعروف بابن تريك على السدة المرقسية في المدة من 1131 – 1145م. وكان قبل بطريركته موظفاً عاماً في الدولة، ويعرف انشغال الناس وعدم وجود أجازات في أسبوع الآلام للمسيحيين مما يضيع على الناس فرص الاستمتاع بقراءات أسبوع الآلام الكثيرة. فقام بمعاونة بعض رهبان دير القديس مكاريوس ببرية شيهيت بتنظيم وتدوين طقس قراءات البصخة واختار من العهدين ما يناسب كل ساعة من ساعات البصخة حتى يستطيع المؤمنون متابعة القراءات حسبما تسمح به ظروفهم.

ولما جاء الأنبا بطرس أسقف البهنسا وجد أن قراءات سواعي أسبوع الآلام غير متناسقة، فتوجد ساعات فيها نبوات كثيرة وأخرى نبوات قليلة. فقام بتنسيقها فجمع من العهد القديم بما فيه الأسفار المحذوفة ما يناسب كل ساعة من النبوات والمزامير ومن العهد الجديد ما يناسب كل ساعة من الأناجيل، وجعل السواعي متناسقة ومتقاربة في قراءاتها، ووضع كل هذا في كتاب قطمارس البصخة الذي ما زالت الكنيسة تستخدمه حتى الآن.

كما وضع لكل يوم عظتين من أقوال الآباء واحدة للصباح وواحدة للمساء ( ألغيت عظة المساء فيما بعد وحلت محلها عظة يلقيها أحد الكهنة أو الخدام.). منها تسع عظات للقديس الأنبا شنوده وحده مما يدل على ولائه وحبه للقديس الأنبا شنوده الذي ترَّهب في ديره.

استشهاد القديس شنودة البهنساوى (14 برمهات)

فى مثل هذا اليوم استشهد القديس شنوده البهنساوى. ذلت أن بعضهم وشى به، لدى الأمير مكسيموس المعين من قبل دقلديانوس، بأنه مسيحى. فاستحضره وسأله عن معتقده فاقر بإيمانه بالمسيح وبأنه الإله الحقيقي. فآمر الجند أن يطرحوه على الأرض، ويضربوه بالمطارق، حتى تهرأ لحمه، وجرى دمه على الأرض. ثم وضعوه في سجن كريه الرائحة. فأرسل الرب إليه رئيس الملائكة ميخائيل، فأبرأه من جراحاته ثم شجعه وقواه، وبشره باكليل المجد بعد احتمال ما سيحل به من العذاب الشديد. وفي الصباح التالي أمر الأمير الجند أن يفتقدوه فوجدوه واقفا يصلى. ولما أعلموا الأمير بأمره، وأبصره سالما، بهت وقال: "انه ساحر". ثم أمر فعلقوه منكسا وأوقدوا تحته نارا، فلم تؤثر فيه. فعصروه بالمعصرة. وأخيرا قطعوا رأسه وجسمه إربًا إربًا، ورموه للكلاب فلم تقربه. وفي الليل أخذه المؤمنون وسكبوا عليه طيبا كثير الثمن، ولفوه في أكفان غالية. ووضعوه في تابوت ثم دفنوه. صلاته تكون معنا. آمين.

القديس الأنبا هرمينا السائح *

(من البهنسا)

(منتصف النصف الأول من القرن الخامس - أوائل القرن السادس الميلادي)

نشأة القديس:

ولد القديس ونشأ في تخوم البهنسا من أبوين بارين وإن كان اسميهما غير معروفين، وقد اشتهرت البهنسا بكثرة عدد شهدائها في العصر الروماني، ولما بلغ القديس سن العشر سنين عمل راعيا لغنم أبيه وكان وهو في هذه السن الصغيرة يصوم كل يوم إلى الغروب ما عدا يومي السبت والأحد، وكان محبا لكل الناس وديعا متواضعا صالحا. مضيفا للعابرين والغرباء.

دعوة القديس للرهبنة:

عندما حان وقت دعوة القديس أرسل له الرب القديسين يوحنا وبطرس الرسولين، فلما رآهما القديس استقبلهما بفرح كعادته، وقال: "أحسنتما إلى عبدكما يا أبوي القديسين، أصنعا الآن محبة وامضيا معي إلى القرية واستريحا إلى أن يأتي الصباح ثم بكرا إلى طريقكما بسلام" فقالا له: "لا نستطيع أن ندخل القرية ولكن سوف نمضى إلى هذا الجبل حيث يوجد دير لطيف وهناك نستريح عند الأخوة".

رسامة القديس راهبا:

سار الثلاثة، حتى وصلوا إلى باب الدير وقرعوا الباب كقانون الرهبان ففتح لهم أخ وديع وهيأ مائدة للأخوة فأكلوا أما يوحنا الرسول فقال للأنبا هرمينا: هل تريد يا أخي أن تصير راهبا ؟ فقال القديس: "مستعد بإرادة الله وصلواتكم"، فقال الرسولان للأنبا يعقوب رئيس الدير: "هيئ لنا الكنيسة لنلبسه شكل الرهبنة، وأكملوا رسامة رجل الله الأنبا هرمينا بفرح وتهليل".

ولما تناولوا من الأسرار المقدسة باركوا القديس قائلين: "لرب يباركك إلى الأبد وإلى كمال سعيك الرب يستر عليك ويخلصك من فخاخ الشيطان وتكون مباركا ويتمجد أسم الرب من قبلك في كل موضع تمضى إليه لأن الرب اختارك وجعلك مكرسا له والآن أقم عند الأنبا يعقوب أياما قلائل حتى تتعلم حياة الرهبنة وقتال العدو وبعد ذلك يرسل الرب ملاكه الصالح ويرشدك ويكون معك حتى يوصلك إلى المكان الذي هيأه لك الرب فإنك تنتقل من هنا وتسافر إلى قبلي بتدبير الرب حتى تصل إلى مدينة قاو (شرقي النيل) وعند بحري المدينة بمقدار ميل هناك تسكن زمانا كبيرا وهناك تتنيح ويعمل الرب بك آيات وعجائب مع كل من يأتي إلى بيعتك ويتبارك منك. والذين يطلبون باسمك يعطيهم الرب كإيمانهم، ولما فرغ الرسل من الكلام أعطوه السلام وصعدوا إلى السماء مجد عظيم والملائكة تسبح أمامهم بعد أن سلم القديس يوحنا الإنجيلي الأنبا هرمينا للأنبا يعقوب قائلا له: "أجعله عندك أياما قليلة حتى يتعلم بنيان الأخوة وقتال العدو".

وأعطى الأنبا يعقوب للأنبا هرمينا مسكنا بجانبه وقال له: يا أخي قاتل عن نفسك ها أنت قد استحققت الرهبنة من عند الله، وبدأ الأنبا هرمينا جهاده ودخل قلايته مداوما على التسبيح والصلاة والقراءة وما كان يأكل إلا من السبت إلى السبت ويصلى صلوات كثيرة في الليل والنهار ويضرب مطانيات كثيرة بالليل والنهار حتى استراح قلب الأنبا يعقوب من جهته.

نياحته:

وفى يوم وإذ بالرب يسوع يحضر مع ملائكته وهم يرنمون ترانيم ويأخذ روحه الطاهرة إلى أماكن نياح القديسين بعد جهاد ستين عامًا لم يعط فيها لجسده راحة يومًا واحدًا وكان ذلك في يوم 2 كيهك وقام بدفنه الأنبا يوساب والقديس أباهور وقبره موجود في الدير المعروف باسمه حتى الآن.