منوعات
التبنى من الكتاب
المقدس (2)
المسيحية لا تمانع التبني
ولدينا في الأنجيل أمثلة كثيرة
في العهد القديم:
ففي سفر الخروج قصة (موسي النبي)، عندما أصدر فرعون
أمرًا بقتل جميع مواليد العبرانيين الذكور، فأخذت والدته يوكابد سلة ووضعت فيها مواد
عازلة ضد الماء، ثم وضعت الطفل بها وتركته في النهر، وعندما رأت إحدى بنات فرعون السلة
وأخذت الطفل منها، تبنت الطفل ليصبح عضوًا في العائلة المالكة وأطلقت عليه اسم موسى».
لم يكن لدى العبرانيين
مصطلح لغوي للتعبير عن التبني، كما أن شريعة التبني لا نجد لها أثراً ضمن شرائع العهد
القديم. ربما يرجع السبب في ذلك إلى إمكان حل مشكلة إنجاب البنين لدى الإسرائيليين
عن طريق بدائل أخرى خلاف التبني.
" يوجد المزيد على
موقع blogger abahoor"
* فتعدد الزوجات الذي كان مسموحاً به،
* وشريعة زواج الأخ من زوجة أخيه المتوفي ليقيم له
نسلاً (تث ٢٥: ٥-١٠)
قللت من الاحتياج إلى ممارسة التبني، كذلك فإن شريعة
بقاء الميراث داخل السبط الواحد، وعدم السماح بانتقال المواريث خارج الأسباط (لا ٢٥: ٢٣)
يمكننا أن نلقي الضوء على
حالات التبني القليلة التي تمت في العهد القديم. يمكننا تمييز بعض حالات التبني القليلة
التي وردت فيه مثل:
* تبني إبراهيم أبي الآباء لأليعازر الدمشقي (تك ١٥: ٣)
* وتبني ابنة فرعون لموسى (خر ٢: ١٠)
* ومردخاي لأستير (أس ٢: ٧ و١٥)
* وربما تكون أيضا تحفنيس ملكة مصر قد تبنت جنوبث (١مل ١١: ٢٠).
للتبني في العهد القديم
معنى روحي أيضاً، فالله كان يعتبر إسرائيل ابناً له، وإن كان شعب إسرائيل لم يراع واجبات
هذه البنوة:
* «رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ، أَمَّا هُمْ
فَعَصَوْا عَلَيَّ. اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيَهُ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ،
أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ».» (إش ١: ٢و٣).
وكان جُل اهتمام الله باعتبار
إسرائيل ابناً له أن يتمسك إسرائيل بهذه البنوة فلا يجحدها ولا يتخل عن أبوة الله له:
«وَأَنَا قُلْتُ: كَيْفَ أَضَعُكِ بَيْنَ الْبَنِينَ، وَأُعْطِيكِ أَرْضًا شَهِيَّةً،
مِيرَاثَ مَجْدِ أَمْجَادِ الأُمَمِ؟ وَقُلْتُ: تَدْعِينَنِي يَا أَبِي، وَمِنْ وَرَائِي
لاَ تَرْجِعِينَ.» (إر ٣: ١٩).
* وأكثر من ذلك يقول الله إن إسرائيل ابني البكر (خر 4: 22)
* وأيضاً: “أَنِّي صِرْتُ لإِسْرَائِيلَ أَبًا، وَأَفْرَايِمُ
هُوَ بِكْرِي.” (إر
٩:٣١).
كما تظهر أبوة الله أيضاً
في اختيار الملك الآتي من نسل داود ليُدعى اسم الله عليه :
* «هُوَ يَدْعُونِي: أَبِي أَنْتَ، إِلهِي وَصَخْرَةُ
خَلاَصِي. أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ. إِلَى
الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي. وَعَهْدِي يُثَبَّتُ لَهُ. وَأَجْعَلُ إِلَى الأَبَدِ
نَسْلَهُ، وَكُرْسِيَّهُ مِثْلَ أَيَّامِ السَّمَاوَاتِ.» (مز89: 26 -29).
" يوجد المزيد على
موقع blogger abahoor"
التبني في العهد
الجديد:
ويمكننا ملاحظة هذا الاختيار
الإلهي خلف كلمات بولس الرسول عن بني إسرائيل:
التبني كهبة روحية: (أف ١: ٣-٥)
* ان بنوتنا لله ليست بنوة طبيعية بل هي هبة روحية يمنحنا إياها الله بل كانت عطية
التبني في فكر الله قبل خلقتنا؛ بل منذ الأزل، وهي ترتكز بالدرجة الأولى على محبة الله
لنا في المسيح يسوع
* مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا
بكل بركة روحية في السماويات في المسيج، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لتكون قديسين
وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه ، حسب مسرة مشيئته».
التبني والميراث الإلهي:
(غل ٤: ٤-٧)
بحسب القوانين والشرائع
لا يستطيع الابن القاصر أن يتمتع بميراث أبيه؛ بل يكون تحت أوصياء (غل ٤: ١). هكذا
كنا نحن تحت وصاية الناموس ولم يكن لنا الحق أن ندعو الله أبانا، أو أن ننال ميراثاً
سماويا. ولكن في الوقت المعين من الله، وذلك عندما تجسد الابن الوحيد، أعطانا الله
التبني في المسيح يسوع، فصرنا ورثة لله بالمسيح. ليس ذلك فقط؛ بل إن الله أعطانا روحه
القدوس الذي به نستطيع أن نصرخ الى الله قائلين: “أبا، أيها الآب”. وكلمة “أبا” كلمة
أرامية كان يستعملها الأطفال عندما ينادون على ابيهم:
* “ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً
من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت التاموس لننال التبني. ثم بما أنكم
أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا؛ «يا أبا الآب». إذاً لست بعد عبداً بل
ابناً، وإن كنت ابنا فوارث لله بالمسيح”.
(ج) التبني والعتق من العبودية:
(رو ٨: ١٥- ١٧)
* إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، 4الَّذِينَ
هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ، وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ
وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ،” (رو 9: 3و4).
فقبل تجسد المسيح كان يسيطر
علينا روح العبودية، وكنا نسلك كعبيد للخطية. لكن بعد الإيمان بالمسيح والولادة الجديدة
من الماء والروح نلنا روح التبني، روح العتق من الخطية وسلطان الظلمة. وبالتالي صار
بمقدورنا أن ندعو الله أباً لنا، وصرنا
وارثين لله ووارثين مع
المسيح. فإن كنا الآن نجوز تحت آلام هذا الزمان، فهذا سيؤول حتما إلى مجد لنا:
* ” إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف، بل أخذتم
روح التبـني الذي به نصرخ: يا أبا الآب… فإن كنا أولادا فإننا ورثة أيضا، ورثة الله
ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه”.
0 التعليقات:
التعبيرات