ايه وتامل ( لتكثر لكم النعمه ) - Abahoor

ايه وتامل ( لتكثر لكم النعمه )


                                         ما هى النِّعمة"



                          
 
: هي إظهار محبة الله للخطأة، ونعمة الله تخلّص من الخطيئة بدون أن يستحقوا ذلك، ولذلك يسمَّى الإنجيل (بشارة نعمة الله)، وكان بولس يبدأ رسالته" "بنعمة الله"؛ وكان الله المرموز إليه بالرَّاعي يسمِّي أحد عَصَوَيه (نعمة) إشارة إلى نعمته نحو شعبه (زك11: 7و 10)

مجّانيّة النِّعمة : إن كانت نعمة الله هي السِّر في عمل الفداء، فهي أيضاً سرّ الطَّريقة الواقعيّة الَّتي بها يحصل كلّ مسيحيّ وكل كنيسة على هذا الفداء ويحييان به؛ فالكنائس المكدونية قد تلقت نعمة السخاء، وكنيسة فيلبي من نعمة الرِّسالة الَّتي تفسِّركل نشاط بولس؛ فالخلاص بحسب القديس بولس هو هبة الله، وليس أجراً قد استحقَّه عمل ما، و إلا لما بقيت النِّعمة نعمة، والإيمان بالوعد يحترم عمل الله الحقيقي الذي يقوم في كونه نعمة؛ لكن لا تكتفي نعمة الله بأن تخلِّصنا من الموت بإعلان التبرئة، لكنها تذهب في سخائها إلى أبعد الحدود وتفتح بلا تحفُّظ خزينة كنوز السَّخاء الإلهي الذي لا ينضب، وتوزِّع بلا حساب

ثمار النِّعمة :
إن نعمة الله "ليست بعقيمة" بل تعطي الإيمان قوةً ونشاطاً لإنجاز الأعمال و"ليعمل بالمحبة" (غلاطية 5: 6)، وهي الأعمال الصَّالحة، فالنِّعمة عند الرسل، ينبوع نشاط لا ينضب، قد جعلت من بولس ما هو عليه وتعمل فيه كل ما يقوم به، وحيث إن النِّعمة مبدأ تحوُّل ونشاط، فهي تتطلَّب تعاوناً متواصلاً، وأن نكون مطيعين للنِّعمة وعاملين بها، فلا تغيب النِّعمة أبداً بل تكفي دائماً؛ فهكذا بالنِّعمة يولد المرء ولادة جديدة، للحياة بالرُّوح الذي يحيي أبناء الله؛ وأنّ المسيحي المدعو بالنِّعمة هو قائم في النِّعمة ويحيا في ظل حكمها؛ وأنّ نعمة المسيح هي عطيَّة الحياة وأن اختبار الحياة هو اختبار الروحّ القدس؛ ونظام النِّعمة هو نظام الروح، فالإنسان الذي حرَّرَه الله من الخطيئة، يأتي بثمار القداسة والرُّوح الذي هو أسمى عطايا الله يشهد مع أرواحنا، وأننا بفضل النِّعمة صِرنا حقيقة أبناء الله، أفلا ننادي الله كأب قائلين: با أبتا! وهذا هو التبرير الذي تحقِّقه النِّعمة، وعندما يكشف المسيحي أن نعمة الله ينبوع كل تصرّفاته، يتَّخذ أمام البشر الموقف المناسب، أن يعتزّ بأنه نال بواسطة النِّعمة جميع الأشياء وفي مقدمتها البر. وهكذا يسرّ بولس أن يربط بين الفخر والنِّعمة، ففي نعمة الله ينجح الإنسان في تحقيق ذاته."