ايه وتأمل
أننا نتعامل مع إله المستحيلات، فكيف لأليصابات وهى امرأة عجوز أن تلد. الأمر الذى جعل زكريا رغم أنه كان كاهنا لا يتخيل ولا يتصور هذاالأمر.. لكنه بعد أن صمت عن الكلام، أدرك تماما أن”غير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله”.
على الإنسان العاقل والحكيم أن يطيع.. فمثلا حينما يقول الرب لموسى النبى اضرب البحر بالعصا فينشق البحر.. على موسى أن يقوم بتنفيذ الأمر حتى ولوكان غير معقول.. الماء الذى يروى كل من كان عطشان..
وحينما يأمر الرب يشوع بأن يحاصر أريحا ويدك أسوارها، فيحتار يشوع إذ ليس لديه لا إمكانيات عسكرية ولا حربية، لكن يشوع يسمع فيطيع وينفذ بالحرف الواحد بأن يدور حول أسوار أريحا لمدة ستة أيام مرة كل يوم وفى اليوم السابع يدورون حولها سبع مرات(يش3:6) فتسقط الأسوار وحدها، فكيف تفسر هذا العمل سوى أنه” غير المستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله”
وقف داود أمام جليات، وكان جليات بجبروته يعيربنى إسرائيل، وحينما يغار داود على أسم الرب ويقرر النزول إلى ميدان الحرب، قال قولته” أنت تأتينى بسيف ورمح وترس(أسلحة العصر) وأنا أتيك بقوة رب الجنود” وعمل بمقلاعه فأصابت رأس جليات فأسرع إليه وقتله بسيفه.. وهو يؤمن تماما أن الحرب للرب.. لذلك قال مقولته” وإن قام قام على جيش فلن يخاف قلبى”- لأنه يحتمى بالإله الضابط الكل والقادر على كل شئ.
إلهنا إله المواعيد فكما علت السماء عن الأرض، علت حكمة الله عن فهم الإنسان- نعم لقد صلى زكريا وأليصابات بأن يكون لهنا نسل، ولكن تباطأ الله لكى يأتى النسل الذى يخلد سيرتهما فى الكتاب، ولكى يكون يوحنا همزة الوصل بين العهدين القديم والجديد.. وهو الصوت الصارخ قوموا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة.. ملايين من البشر ولدوا وعاشوا وماتوا.. ولم يكن لهم ولا لوالديهم ذكر. أما يوحنا فذكراه خالدة وذكرى والديه باقية لذلك ياعزيزى عليك أن تسلم حياتك للرب،”سلمنا فصرنا نحمل”.. وعليك أن تدرك أن الله يستطيع أن يخرج من الجافى حلاوة كما أخرج من شاول الطرسوسى بولس الرسول والذى قال عن نفسه أنه تعب أكثر من جميعهم (جميع التلاميذ).
سلم حياتك للرب وقل له كل يوم خصوصا عندما تقترب من النوم، قل له فى يديك أستودع روحى.. وهى إحدى كلمات السيد المسيح على الصليب.
عش مع الله.. وأمسك بيده كما يمسك الطفل بيد أبيه فمهما كان الزحام فالطفل لا يخاف ولا يعبأ بأى مشكلة طالما أنه ممسك بيد أبيه، أما إن فقد يد أبيه إلا ويبدأ فى البكاء- لذلك يقول الرب”إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات.
إله المستحيلات يقول لنا تأملوا زنابق الحقلولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها.. زنابق الحقل أى الورود فمن أعطاها هذا الجمال وهذه الرائحة الجميلة، إنه إله المستحيلات.. الذى يصنع كل هذا من تراب الأرض، لذلك يقول داود النبى أن السموات أى الجماد يسبح بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه.. وعجبى على الإنسان الجاهل الذى قال فى قلبه ليس إله؟ عجبى على بنى إسرائيل الذين أخرجهم الرب من مصر بيد رفيعة.. وشق لهم البحر الأحمر- ثم يعملون عجلا ذهبيا يرقصون أمامه ويقولون هذا هو إلهك يا إسرائيل الذى أخرجك من أرض مصر.
0 التعليقات:
التعبيرات