مشاكل كتاب
مقدس
كيف يامر الله على هرون وإبنيه الإحياء المشاعر الإنسانية، فيمنعهم من البكاء على ناداب وأبيهو اللذين قد احترقا (لا 10: 6)
وكيف يمنع الكاهن من لمس الموتى من ذويه (لا 21: 1)
اﻻجابة على السؤال
الثاني:
يحمل السؤال شيئًا
من المغالطة، فعند موت ناداب وأبيهو
* " قال موسى لهرون وألعازر وإيثامار إبنيه
لا تكشفوا رؤوسكم ولا تشقوا ثيابكم لئلا تموتوا ويُسخط على كل الجماعة. وأما أخوتكم
كل بيت إسرائيل فيبكون على الحريق الذي أحرقه الرب" (لا 10: 6)
لقد كان من عادات الحزن في ذلك الزمان كشف الرؤوس
ونكش الشعر وتمزيق الثياب، وقد أراد الله أن يخلص شعبه ويحرره من تلك العادات الرديئة،
فلا يليق بأولاد الله التشبه بشعوب الأرض، ومع هذا فإن الله لم يمنع هرون وابنيه الأحياء
من ذرف الدموع على مصابهم الأليم، بل أن الله كلَّم هرون مباشرة بدون وسيط حتى يُشعره
بأنه مازال مقبولًا مع ابنيه الأحياء ككهنة لله العلي، وأعطاهم وصية التحذير من شرب
الخمر . (لا 10: 8، 9).
أما بالنسبة للكهنة
فالله لم يمنعهم من لمس جثث أقربائهم من الدرجة الأولى
* " وقال الرب لموسى كلم الكهنة بني هرون وقل
لهم. لا يتنجس أحد منكم لميت من قومه. إلاَّ لأقربائه الأقرب إليه أمه وأبيه وابنه
وابنته وأخيه وأخته العذراء" (خر
21: 1 - 3)
ولم يستثنى من هذا إلاَّ رئيس الكهنة " والكاهن
الأعظم بين إخوته الذي صُب على رأسه دهن المسحة.. لا يأتي إلى نفس ميتة ولا يتنجس لأبيه
أو أمه" (لا 21: 10، 11).
يقول القديس جيروم
" قيل {لا تشقوا ثيابكم} (ع 6) أي لا تحزنوا كالوثنيين لئلا تموتوا، لأنه بالنسبة
لنا الخطية هي موت، وإننا نجد في نفس السفر -سفر اللاويين- نصًا يبدو للبعض قاسيًا
لكنه ضروري للإيمان، إذ يُمنع رئيس الكهنة من الاقتراب من الأجساد الميتة التي لوالده،
ووالدته أو إخوته أو حتى أولاده (لا 21: 10 - 12) حتى لا تتشتت النفس التي تنشغل بتقديم
ذبيحة لله بأي حزن بل تكون بكليتها مكرسة للأسرار الإلهية. ألم نتعلم ذات الدرس في
الإنجيل بكلمات أخرى؟! ألم يُمنع التلميذ من توديع بيته ودفن أبيه الميت (لو 9: 59 - 62)
0 التعليقات:
التعبيرات