+ اية وتامل
إكرام الوالدين وصية كتابية ( خر 20 :
12)
جــ (2)
فمن الواجب إذن أن يعتني الابن بوالديه ويعولهم
.
في سني الجوع لم ينس يوسف الصديق أباه وهو أرض بعيدة
، بل أرسل إليه يقول :
* هكذا يقول أبنك يوسف : إنزل إلي . لا تقف . فتسكن في أرض جاسان ، وتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنوبنيك وغنمك وبقرك وكل مالك . وأعولك هناك ، لأنه يكون أيضاً خمس سنين جوعاً ، لئلا تفتقر (تك11:9:45)
. واهتم به وهو مريض
* : «هوذا
ابوك مريض». فاخذ معه ابنيه منسى وافرايم. (تك
48: 1)
وأكرمه في مماته
* فوقع
يوسف على وجه ابيه وبكى عليه وقبله (تكوين50: 1).
لذلك نقرأ
عن سيل البركات التي أخذها يوسف أكثر من إخوته:
* من اله
ابيك الذي يعينك، ومن القادر على كل شيء الذي يباركك، تاتي بركات السماء من فوق، وبركات
الغمر الرابض تحت. بركات الثديين والرحم. 26 بركات ابيك فاقت على بركات ابوي. الى منية
الاكام الدهرية تكون على راس يوسف، وعلى قمة نذير اخوته (تك 49: 25، 26).
وعن الإكرام الإلهي بحياة هنية، يقول الكتاب:
* «أكرم
أباك وأمك. التي هي أول وصية بوعد: لكي يكون
لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض» . (أف 6: 3).
والصورة الأعظم هي للابن الوحيد، الرب يسوع المسيح،
الذي أكرم الآب فقال مرة:
* «لكني
أُكرم أبي...» (يو 8: 49)
فأكرمه
الآب:
* «الآب
يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده» (يو 3: 35)
بل أعطاه
اسمًا فوق كل اسم.
يجب أن يعتني الإنسان بوالديه ، يعولهما ويهتم بهما
، ولا سيما في فترات الشيخوخة أو الضعف أو المرض أو العوز .
لقد وبخ السيد المسيح جماعة الكتبة والفريسيين الذين
كانوا يقصرون في إكرام الوالدين بحجة تقديم قربان للهيكل فقال لهم :
* وأنتم
لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم . فإن الله أوصي قائلاً إكرام أباك وأمك ، ومن
يشتم أباً أو أماً موتاً يموت . وأما أنتم فتقولون : من قال لأبيه أو أمه قربان هو
الذي تنتفع به مني ، فلا يكرم أباه وأمه ، فقد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم (مت3:15 - 6 )
وهكذا أظهر السيد الرب أن إكرامك أباك وأمك بمالك
- حين يحتاجون إليه ، أهم من تقديمة قرباناً للمذبح
وهناك آية قوية جداً تتعلق بهذا الموضوع وردت في
رسالة بولس الرسول الأولي تلميذه تيموثيئوس إذ يقول :
* إن كان
أحد لا يعتني بخاصته ولا سيما أهل بيته فقد
أنكر الإيمان ، وهو شر من غير المؤمن (1تي 5 : 8
) .
أحبائي، فضيلة مسيحية رائعة نحن في حاجة أن نتعلمها
فنكون بحق أولاد الطاعة، بل نتمم واحدة من وصايا إلهنا الهامة: «أكرم أباك وأمك»، وأيضًا
نترفق بوالدينا الذين تعبوا من أجلنا. ولنحذر
إهانتهم لأن الأمر جاد وخطير، والحياة زرع وحصاد؛ فالابن اليوم هو أب غدًا... ولا ننسَ القول الإلهي:
* «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق»!
كان الأبناء الضالون والفاشلون .
* عيسو
يقول عنه الكتاب إنه كان سبب : مرارة نفس لاسحق ورفقة ( تك35:26)
* أوغسطينوس
في ضلاله كان مصدر ينبوع دموع مرة لأمه القديسة مونيكا .
فحذارِ يا أحبائي الشباب من إهانة والديكم ومحاولة
خداع ضمائركم بالخدمة والأنشطة الروحية التي تصبح مرفوضة تمامًا أمام الله، فتوقِعوا
بأنفسكم تحت طائلة القضاء الإلهي الزمني والأبدي.
فهل نتوب اليوم عن هذه الخطية؟
0 التعليقات:
التعبيرات