مصر فى الكتاب المقدس جــ 4 - Abahoor

مصر فى الكتاب المقدس جــ 4

                      مصر فى الكتاب المقدس  
                                   جــ 4   
               
مصر الشهيرة بالاهرامات ونهر النيل هي اول دولة عالمية في تاريخ الكتاب المقدس.‏
المسائل الحربية‏.


    يأتي ارميا وعزرا على ذكر غزو يهوذا بقيادة الفرعون شيشق محددَين تاريخ حدوثه «في السنة الخامسة للملك رحبعام [ملك يهوذا]»،‏ اي سنة ٩٩٣ ق‌م.‏ (‏١ ملوك ١٤:‏​٢٥-‏٢٨  ؛‏ ٢ اخبار الايام ١٢:‏​١-‏١٢‏)‏ وعلى مر فترة طويلة من الزمن،‏ بقي الكتاب المقدس المرجع الوحيد الذي يتحدث عن هذا الغزو الى ان اكتُشف نقش ناتئ على حائط معبد مصري في الكرنك (‏طيبة القديمة)‏.‏
           ويصوّر هذا النقش شيشق واقفا امام الاله آمون وذراعه مرفوعة فيما يضرب الاسرى بعنف.‏ كما يتضمن اسماء
            المدن والبلدات الاسرائيلية المهزومة التي قُرن العديد منها بمواقع في الكتاب المقدس.‏ علاوة على ذلك،‏ يشير
           النقش الى «حقل أبرام»،‏ وهو اقدم ذكر للاب الجليل ابراهيم في السجلات المصرية.‏ —‏ تكوين ٢٥:‏​٧-‏١٠‏.‏
            النشاطات التجارية.‏  
   

            كشف ارميا،‏ كاتب سفرَي الملوك،‏ تفاصيل محددة حول تجارة الملك سليمان بالخيل والمركبات مع المصريين 
            والحثيين.‏ فالكتاب المقدس يخبرنا ان العربة كانت تثمَّن «بست مئة من الفضة،‏ والفرس بمئة وخمسين»،
            ‏ اي ربع ثمن العربة.‏ —‏ ١ ملوك ١٠:‏٢٩‏.‏
لمصر نبوات عديدة في الكتاب، أهمها "بها يبارك رب الجنود قائلا مبارك شعبي مصر" (إشعياء 19 : 25) يعنى أن الله يبارك شعب مصر من حيث عدد سكانها وشبابها ومواردها وموقعها وطبيعتها وأرضها وشمسها ونيلها. وهذا وقت البركة لأننا في العهد المبارك من الله. يقول "شعبي مصر".في إشعياء أبرز أسفار العهد القديم الذي هو توراة اليهود. وقلب الله الأبوي لم يعد يقتصر على "شعب الله المختار" "بل في كل أمة الذي يتقيه و يصنع البر مقبول عنده" (أعمال 10 : 35) ، كما يقول "فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل. (أعمال 17 : 30).
ويقول "الرب يبارك شعبه بالسلام." (مزمور 29 : 11) وفى إشعياء يقول مبارك شعبي مصر، إذن فمصر شعب الله مبارك بالسلام وسط عالم مضطرب. فالمصريون شعب مسالم يعشق الحياة وفى مصر يأمن الأجنبي على حياته أكثر من أمنه في موطنه الأصلي مهما بلغت به درجات التحصينات. وبدون جهود مصر للسلام لم يكن بحق هناك سلام مع جيراننا خاصاً بهذا الزمن.

ولمصر مكانة خاصة ونبوات بشأن معرفة الرب "فيُعرف الرب في مصر ويعرف المصريون الرب في ذلك اليوم ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذرا ويوفون به" (إشعياء 19 : 21) فالبركة لمصر من مقاصد الله الأزلية فالمصريون شعب متدين يبحث عن الله وعن رضاه. "هذا الشعب جبلته لنفسي يحدث بتسبيحي" (إشعياء 34 : 21).


مصر مكان الأمن والحماية والسلام. حين جاء السيد المسيح إلى الأرض كان يُخشى على حياته وتتميم مقاصد الله العليا في أورشليم لذلك "ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني" (متى 2 : 13-15). وأول طعام تناوله المسيح بعد الفطام كان طعاماً مصرياً وأول ماء شربه بعد اللبن كان من نيل مصر. فأتى إلى مصر رضيعاً للحماية وفي مقام أخذ الجنسية المصرية فبهذا رفع الله شأن مصر دون كل دول العالم بأن جعلها أهلاً لشرف استقبال المسيح بها. فكان لمصر دور عظيم في حماية مقاصد الله الإلهية وخطته للخلاص. وحين بدء دعوة السيد المسيح لم تكن إلا من مصر ليتمم نبوات العهد القديم فيه "ومن مصر دعوت ابني." (هوشع 11 : 1). والآن هو زمن الله ليكافئ مصر بأن يباركها ويكثرها شعباً وأرضاً وبركات وإثمار، بل ويعلن الله لشعبه مصر عن ذاته ويحميه ويمنحه سلاماً في الزمن الصعب. ويجعل مصر منارة لإفريقيا ورائدة للعالم العربي. فهذا هو موقع مصر على خريطة الله في الكتاب المقدس ولن يقدر أحد أن يلعن شعب باركه الله حين قال "مبارك شعبي مصر".